بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 أكتوبر 2010

الأوقاف وحملات الحج

تتميز دولتنا الحبيبة ببروز الخدمات الجميلة والدور الكبير الذي تقدمها حملات الحج في الكويت والتي تتميز عن مثيلاتها في الدول الأخرى. في الوقت الحاضر يستطيع الكثير من الناس على اختلاف مستوياتهم المعيشية أداء مناسك الحج والعمرة بسهولة أكثر عن ما كان عليه الوضع من قبل، وذلك عن طريق تسهيلات وخدمات التنافسية من قبل حملات الحج.

تتميز كل حملة عن غيرها بطريقة النقل والمواصلات إلى الحرم والسكن والوجبات وتوفير البرامج الثقافية والاجتماعية والصحية ومما لا شك فيه أنها تعتبر أفضل بكثير من أن يكون الحاج مسافر لوحده. وبالرغم من هذه المميزات الكبيرة التي تقدمها هذه الحملات إلا أن هناك بعض السلبيات تظهر من وقت لأخر خاصة في موسم رمضان والحج.

وأطرح هنا بعض السلبيات التي ألمسها كمواطن عادي ليس لأنني أتعمد أن أترك مشاكل البلد الكثيرة وأترصد لهذه الحملات، ولكنني آمل في تحسين هذه الخدمات بما يناسب إمكانية البلد الكبيرة المالية والإدارية. وأولى هذه السلبيات هو انتشار كيربيات حملات الحج العشوائية على جانبي الطرق الرئيسية وانتشار اللوحات الإعلانية في الشوارع وكأنها في هذا الموسم لا تسري قوانين البلدية وتصبح غير صالحة للاستعمال.

وجود حملات الحج بهذا الشكل له كثير من المخاطر، أولها المشاكل المرورية هو الوقوف المفاجئ الذي ينتج عن الانعطاف باتجاه الحملات أو بسبب خروج السيارات من جهة الحملات مما يعرض الكثيرين لمخاطر الحوادث. كما أن هذه الأماكن غير مهيأة للتصريف الصحي (أجلكم الله) ومع ذلك لكل حملة دورات مياه خاصة بها !!!... ناهيك عن تكدس القمامة وانتشارها مما يعتبر ذلك كله انتهاكا على البيئة. والمثير للاستغراب أيضا وصول الكهرباء لهذه الحملات، هل تعتمد هذه الحملات على المولدات الخاصة بها أو تصل إليهم بطرق أخرى !!!

أعتقد أن يجب على الحملات ألا تعتمد على الكيربيات العشوائية في تسويق نفسها وتتحمل وزارة الأوقاف وبعض الوزارات الأخرى هذه التصرفات، والمفترض أن تتصرف هذه الحملات كأي نشاط آخر بتوفير مقر رسمي في أحد المجمعات وان توفر فروع لها حسب رؤيتها وقدرتها في مجمعات مختلفة في مناطق البلد حتى يكون التعامل معها راقي يناسب القيمة العظيمة في خدمة الناس الراقية لأداء هذه الفريضة العظيمة ونبتعد عن العشوائية.

ومن أحد سلبيات التي نسمعها وبكثرة وتعتبر من أحد الأسباب التي تعكر حج بعض المواطنين عند اتفاقهم مع هذه الحملات، هو صدمتهم في دمج بعض الخدمات من اسم حملة مع اسم أخر أثناء المناسك بالرغم الاختلاف في السعر مما يجعل أن هناك تدليس على من انجر وراء العرض العالي، وهذا يحدث في بعض الحملات وليس العموم. واعتقد أن من أسباب هذه المشكلة هي آلية تعامل وزارة الأوقاف مع هذه الحملات، حيث أن شروط إقامة حملة الحج تعتبر تعسفية على الكثير من الناس وميسرة جدا لآخرين مما جعل الناس الميسرة تصبح ممول تراخيص للحملات الصغيرة لتشاركها بالفائدة النسبية.

واعتقد أن من الأولى لوزارة الأوقاف أن تجعل هناك مستويات لهذه الحملات وتجعل المواطن يختار وهو مقتنع بالخدمات ولا أن يلجئ لحملات بالباطن قد تصيب وتجعله ينعم بخدمة خمس نجوم أو تخيب ويرجع ملوما محسورا، وهناك كواليس كثيرة يصعب علي الحكم عليها ولكن لا شك أن ادارة شؤون الحج تستحق التطوير والتحسين في التعامل مع هذه الحملات لأنها تلامس فريضة الناس والأولى فيها نية الأجر قبل الربح وليس العكس.

ليست هناك تعليقات: