بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 يناير 2012

الدائرة الرابعة رائعة ... ولكن!؟!

تزخر الدائرة الرابعة بالكثير من المرشحين ذو كفاءة وأصحاب تاريخ مشهود لهم في الشأن السياسي. وإذا تجولنا من خلال خارطة المرشحين لوجدناها عامرة بفئاتها المختلفة، حيث إننا نرى مرشحين مخضرمين من الوزن الثقيل منهم مسلم البراك، وأحمد الشريعان، ومحمد هايف، ومحمد الخليفة.

وفي الوقت نفسه، تزخر بمرشحين تألقوا بقاعة عبدالله السالم من قبل ومنهم مبارك الوعلان، وعلي الدقباسي، وضيف الله بورمية، وشعيب المويزري ومحمد الهطلاني. كما أنها تقدم لنا مرشحين سطعوا في عالم القانون والدستور ورسموا لوحة جميلة في سماء الثقافة القانونية وهم الدكتور عبيد الوسمي والدكتور ثقل العجمي وأسامة المناور. وتسطع أيضا بأسماء شابة وضعت لنفسها مكان بين نجوم الدائرة وبرزت هويتها في الساحة ومنهم الأستاذ مبارك الحجرف والمهندس عبدالله فهاد.

نلاحظ في هذه الانتخابات زيادة عدد مرشحين من أهل القانون، وهذه ردة فعل طبيعية على ما أصاب البلد في الفترة الماضية من تجاوز القانون والاعتداء على الدستور، مما جعل أهل القانون ينتفضون لنصرة الوطن لإرجاع هيبته. وقاعة عبدالله السالم لا تحتاج فقط لأصحاب القانون، بل إنها في أمس الحاجة لأصحاب التخصصات الهندسية والاقتصادية والإدارية وغيرها. هذا التنوع من الكفاءات يعزز دور مجلس الأمة في التشريع والرقابة. هذا التنوع يجعل مجلس الأمة ينظر لتشريعاته ومحاسبته في أكثر من زاوية مما يساهم في التوفيق في واجباته.

وبسبب وجوده في فترة مضيئة في المجلس البلدي، أجد المهندس عبدالله فهاد من الخيارات الايجابية جدا في مجلس الأمة القادم. لقد استطاع من خلال ترؤسه للجنة الفنية أن يكتشف خبايا الأعطال والعقبات التي تواجه العملية التنموية، والتي تحتاج معالجة البنية التحتية للقطاع التشريعي (مجلس الأمة) والقطاع الفني (مجلس البلدي) حتى تستدل التنمية على طريق التنفيذ والانجاز.

كم نحن محظوظون بهذه الدائرة الرائعة، وروعتها ليست فقط بكثرة المرشحين ذوي كفاءة بل لقلة مرشحيها الملطخين بالفساد والذين لا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة. وأنا لا أجد أي حيرة أبدًا في اختيار المرشحين الصالحين، لأن اختيار أي ممن ذكرتهم يعتبر مكسب لنا، ولكن أحتار كل الحيرة والاستغراب على من يختار الفاسدين والذين أصبحوا أشهر من نار على علم!!!

السبت، 28 يناير 2012

شعار مرشح ... ومشاعر ناخب (2\2)

في المقال السابق تحاورنا مع شعارات بعض المرشحين، ووجدنا بعضها وُجدت لدغدغة المشاعر، ووجدنا البعض الآخر يحمل نفس فئوي و طائفي، ووجدنا قليل منها ما يعانق الواقع ويرسم التفاؤل. وهنا نتحاور مع مجموعة أخرى من الشعارات لنتحاكى معها بلغتها التي نشعر بها لنكتشف آفاقها، والتي منها:

- معا نبنيها "الخنة": نعم بناء الوطن مسئولية الجميع، ولكن ازدواجية "التجمع" من أكبر عوائق البناء.

- العدل حياة "عاشور": نعم العدل أحد أركان الأساسية للمجتمعات، ولكن فقدان الاحترام يعمق الفجوات وتعكر الحياة.

- نحو مستقبل أفضل "وسمي": جميل هذا النفس الشبابي نحو المستقبل، ويتعزز بالعمل والرؤية والنضج.

- للكويت .. مبدأ "الصواغ": نعم الكويت تجمع كل المبادئ الانتماء والعزة والبذل والتضحية وأهمها ... الإخلاص.

- بالاستقرار ... نبنيها "مخلد": نفتقد الاستقرار عندما نجد من يمثّل الأمة يتحول لممثل عليها...ويتلطخ بالفساد!!!.

- إرادة حرة تبني...وطن "خوصة": بناء الوطن يتطلب الوعي وعلم وعمل وإخلاص وعندها تشتعل الإرادة.

- لكم ... الكلمة "شخير": نعم الشعب يملك الآن وضع الأساسات التي تقوم عليها بلدنا...فلتكن مناسبة للنهوض والصمود أمام تحديات المستقبل.

- أن تكون حرا أو لا تكون "عبيد": حياد القضاء يساهم في دعم الحريات، وعندها تسمو الهمم وتبرز الانجازات.

- الإرادة مفتاح التغيير "عادل": التغيير يحتاج الإرادة، والإرادة يشعلها الوعي والعلم والعمل والإخلاص.

- لغد أفضل لنا ولأبنائنا "العصفور": نعم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب يساهم في جعل الغد أفضل.

- الكويت إلى أين! "الشايع" : التحديات المستقبلية صعبة إن لم نواجهها بالوحدة والعلم والعدل....والوعي.

- لأنها تستاهل "المسعود": نعم الكويت تستاهل من يبذل لها....تستاهل أن نحسن الاختيار، وعلى النواب حسن العمل.

- لنصنع الأثر "الحجرف": جميل أن نحلم بصنع الأثر المشرف، ويكون بالرؤية الواضحة والعمل الجاد.

- وسط القلوب يا كويتنا "العبدالجادر": شعار عاطفي يتطلب منا أن نعكسه على واقعنا بحسن العمل وبحسن النهج.

- الكويت اختياري ... هذا قراري "نبيلة": الكويت خيار الجميع، لا تنهض بالعاطفة بل بتوحيد الرؤية وباخلاص العمل.

- قيم راسخة ... ومواقف ثابتة "الصيفي": جميل أن يدخل العضو البرلمان وهو يملك صوته وقراره....إنه المبدأ.

- انردها... "لاري وعبدالصمد": تردون لكراسييكم أو تردون الكويت الماضي!!، نحن لا نريد كويت الماضي...بل نريد كويت المستقبل المشرقة.

- عهد ووفاء "عسكر": ماضيك يشهد على تهميشك لدور التشريع بالغياب عن الجلسات...وتهميشك لدور الرقابة بالجلسات السرية..وتلطخت بالايداعات...فبأي عهد أو وفاء تنادي!!!

هكذا كان الحوار مع شعارات بعض المرشحين، وغيرها كثير تسير في دغدغة المشاعر وغرس الآمال وزرع التفاؤل. كثير من المرشحين يعدنا بعصا سحرية ليحقق المستحيل وتناسوا أن دور عضو البرلمان هو التشريع والرقابة وليس التنفيذ. لا تعطينا برنامجا عمليا ولكننا نريد أعضاء ذو كفاءة علمية متكاملة يفرضوا على الحكومة برنامجا عمليا قابل للتحقيق ليمدوا لها يد التعاون بالتشريع ويرفعوا عليها يد المحاسبة عند المراقبة ليقود دفة سفينتنا لآفاق المجد والنهضة....هكذا نريدها ديمقراطية.

------------------------------------------------------
twitter @engrsalemq8

السبت، 21 يناير 2012

شعار مرشح ... ومشاعر ناخب (1)

انتشرت الشعارات الرنانة من قبل مرشحين مجلس الأمة، فمنها ما تخاطب عقل الناخب ومنها ما تدغدغ المشاعر، ومنها ما هو يسير على نهج فئوي أو طائفي وغير ذلك. وتشبع بعض الناخبين من هذه الشعارات ويحتار البعض الأخر من تصديقها. وينحاز كثير منهم وبتعصب كبير لمرشحينهم سواء بسبب القبلية أو الطائفية أو الحزبية مهما كانت أخلاق المرشحين، وهنا نقول "قل لي من مرشحك ... أقل لك من أنت" فعلى الناخب أن يحرص على المرشح ذو كفاءة وعلم ودين ويتجنب المرشح البذيء السيء.

ومن خلال مروري على شعارات المرشحين، وجدتها تتحاكى معي ببعض المشاعر الايجابية وبعضها الآخر سلبي، فأحببت أن أنقل لكم لغة شعاراتهم التي تخاطبت معي، والتي منها:

إرادة شعب .. وطموح وطن "الخليفة": نعم إرادة شعب تستطيع أن تحقق طموح الوطن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتعزيز الوعي والعمل والعدل.

معاً ... نصنع وطن "طنا": الوطن ليست مادة خام تُصنع، الوطن راسخ بصدق أبنائه وأمن شرطته وعدل قضاؤه.

للتغيير ... إرادة "تحالف الخامسة": نعم للتغيير الايجابي، والإرادة تكتمل عندما لا تختلف الأهواء والمصالح في الرقابة والتشريع مثل ما اجتمعت مع مصالح الترشيح.

أداء ... رقابي وعطاء ... تشريعي "الحويلة": أسمع كلامك أصدقك....أتذكر أفعالك أتعجب.

لا استقرار ... بلا عدالة ومساواة "الشليمي": العدالة والمساواة مطلب الجميع ولكن المعايير تختلف باختلاف النفوس....ولذلك تزعزع الاستقرار.

المواقف ... تتحدث "الوعلان": فعل الماضي يصدقه الحاضر، وهل يثبته المستقبل!!!.

والمسيرة تستمر "الدويسان": أي مسيرة تقصد!!، وأين ستسيرها!!..مسيرة البلد عانت في الماضي...ونريدها تغير مسارها للأفضل.

وطني الكويت ... وطن الجميع "المري": لهجة تخاطب فئة معينة في ظروف معينة في دائرة محصورة لفئة....ولهذا فقط أصبحت الكويت وطن الجميع.

متفائلون "العجمان": عانى التفاؤل في الماضي بسبب تضارب الأهواء، والتفاؤل يحتاج توافق الرؤى...وننتظره بتفاؤل.

معاً ... نحقق الآمال " الهدية ": نعم عندما نتعاون على الخير ونقدم مصلحة البلد والدين على المصالح الأخرى...ونرسخ العدل والامن والمساواة وزرع الوعي والعلم فاننا نحصد الآمال الجميلة.

اختيارك يحدد مستقبلك " ناجي ": نعم ضرورة المشاركة الايجابية في التصويت للمرشح الكفؤ الذي سيساهم في رسم مستقبلنا...ولكن ليست بالألوان الوردية.

الكويت للكويتيين…..فقط " الجويهل ": كذب الفاسدون ولو صدقوا...نفس فئوي نتن.

انتمائي هو ولائي للكويت ... نعم للكويت " محمد طالب ": لا مجال للتشكيك بالولاءات والانتماء....وحسن العمل هو مقياس حب الوطن.

معاً نرسم ابتسامة ... وطن " الحريص ": جميل أن نعيد ابتسامة وطننا، وفعلا بالتعاون على البر والتقوى والبناء يرجع الروح الجميلة لوطننا.

اخترتك يا وطني " الملا ": أكيد أن ليس لنا أي خيار آخر نختاره غير وطننا، وهو أسمى من أن نحصر وطننا على "الوطني".

حق وواجب " رولا ": كادت أن تضيّع حقوق المرأة وغيرها أكثر بوجودك بالمجلس....فما هو الواجب عليك أيضا أن تضيعي في المستقبل!!!

ستشرق " الحربش ومطر ": افتقدنا لاشراقة بلدنا منذ سنين طويلة، وعودة اشراقها بتكاتف الجهود والثبات على المبدأ.

أمل وعمل " الشاهين ": نعم بواسطة العمل الايجابي الدؤوب المخلص نستطيع أن نحقق الأمل.

يد تحاسب ... ويد تبني " مسلم ": نريد منك أن تطوّل يدك البناءة ولا تكتفي بالمحاسبة، وتجعل المسطرة متساوية.

ديرتنا نحميها " دشتي ": اجتمع النفس الفئوي والطائفي ... فتاهت معالم بلده.

والشعارات كثيرة بكثرة المرشحين، وهذا التنوع جميل إن تم تكامله ليحقق أركان نهضة الوطن. وسنتكلم في القريب العاجل عن الشعارات المتبقية حتى نتخاطب معها ونتحاور عن مستقبل بلدنا لنتعرف على وجهة التي ستنهضه وترفع هامته.

صرخة البدون

يحتار المواطن الكويتي البسيط على ما يحدث في الساحة المحلية، وتعاطيها مع قضية البدون. أصبح المواطن محتار بين تصريحات الداخلية البوليسية وبين ضحايا انسانية، والتي لم تسلم منها النساء والأطفال. يعتقد بعض المواطنين أن البدون ليس لهم الحق في عمل المظاهرات خاصة بعد تصريح وزير الداخلية الأخير، والذي صرح بقوله "البدون قضيتي حتى ينال كل من يستحق الجنسية". وأن مظاهراتهم ما هي إلا خطوات تأزيمية تتماشى مع التوتر الذي يحدث بالدول المجاورة، وأنها أصبحت أرض خصبة ليستغلها الساسة ليبرزوا دورهم وكسب الشعبية على مصلحة هذه الفئة المسكينة.

ويعتقد البعض الآخر أن هذه القضية امتلئت بالشوك والعوائق بسبب تركها من غير حل لأكثر من خمسين عام. وأنها لم تعد تحتمل هذه التصريحات الرنانة المخدرة، بل تحتاج لخطوات عملية عاجلة لتسوية هذه القضية وطوي صفحاتها وذلك عن طريق المطالبات المستمرة والمظاهرات. والواقع على ما شهدناه من أحداث مؤسفة من اعتداء على الشباب والمساجد، وضرب وسحل النساء في يوم الجمعة الأسود، يعتبر أننا أمام انتهاك إنساني خطير مهما كانت مبررات الداخلية. ويتحمل هذا الانتهاك التعامل السيء من الداخلية كما يتحمله المحرضون على قيام هذه المظاهرات الغير آبين بكرامة وسلامة الأبرياء.

أعتقد أن التناحر المتراكم بين الحكومة والمعارضة هي أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم مشكلة البدون، وطالما شاهدنا ذلك من مساومات على هذه القضية طوال السنين الماضية، فتارة يكسب عضو بتجنيس مقربيه وتارة تكسب الحكومة مؤيدين ،وفي كل الأحوال نلمس القتل البطيء لأبرياء يئسوا من استنشاق رائحة الكرامة والعدل والحرية.

في أحد المجتمعات الغربية الغير مسلمة، ذهب شخصان إلى مطعم ليستمتعان بشرب القهوة، فعزم أحدهما أن يدفع الحساب ولما جاء الجرسون فطلب منه فنجانان من القهوة وفنجان قهوة ثالث على الحائط. فقدم الجرسون فنجانان للقهوة لهما وسجل ورقة عن القهوة الثالثة وعلقها على الحائط. وفي فترة أخرى جاء رجل بمفرده إلى نفس المطعم وطلب من الجرسون أن يحضر له وجبة عشاء ويترك وجبة عشاء أخرى على الحائط، فقام الجرسون بإحضار وجبة العشاء للرجل كما أنه سجل ورقة عن وجبة عشاء ثانية وعلقها على الحائط بجانب الورقة الأولى. فأخذ هذا المشهد يتكرر في هذا المطعم بتعليق أوراق على الحائط. وفي أحيان أخرى يأتي إلى نفس المطعم شخص يبدو من مظهره الفقر والحاجة ويكون مشتهي وجبة عشاء مع فنجان من القهوة، فيطلبها من الجرسون عن طريق الأوراق المعلقة على الحائط فيلبي الجرسون طلبه ويقدمها له مجانا ما دام أنها متوفرة على الحائط، وقد دفعها أشخاص لا يعرفهم ولكنهم أحبوا أن يسدوا حاجة إخوانهم المحتاجين في منطقتهم.

من هذه القصة الجميلة نستخلص الكثير من العبر المليئة بالقيم الإنسانية الإسلامية النبيلة التي حثنا عليها ديننا الإسلام ونرى قوم غير مسلمين يقدمون أروع الأمثلة في تنفيذها في زمان نكاد نحن المسلمين نبتعد عنها. هنا نجد كيف اتخذوا ابناء هذه المنطقة من خطوات عملية في مساعدة أبناء جلدتهم من غير منٍّ أو أذى أو مصلحة سياسية أو شعبية.

أعتقد أن أفضل طريقة لنصرة إخواننا البدون ليس بواسطة المظاهرات وتأجيج الشارع، بل بواسطة إنشاء جمعية كويتية تختص بإعانة شئون البدون الحياتية. ولا يقتصر دور هذه الجمعية في المساعدات الاجتماعية، بل توفر لهم أيضا الاستشارات القانونية ومتابعة مطالباتهم في الجنسية والوظائف وغير ذلك. عندما تكون هذه الجمعية شعبية خارج نطاق الحكومة ستكون أكثر حيادية وإنتاجية في رفع الظلم عن هذه الفئة وتنصف من يستحق الجنسية وتحسن في توجيه من لا يستحقها.

السبت، 14 يناير 2012

ضرورة ... شطب المرشحين

موضوع شطب بعض المرشحين أصبح حديث الساعة في الساحة السياسية، وأخذ كل أنواع الإثارة والتصريحات حتى وصل للتهديدات. والذي زاد من إثارة الموضوع هو صمت الجهات المسئولة عنها، مما جعل الكثير من الأشخاص ادعاء مصادره الخاصة لبث هذه الأخبار لتعقيد العلاقة بين الحكومة و الشعب. وكما عودتنا الحكومات السابقة بسهولة وقوعها في التخبط والأزمات، فإن هذه الحكومة تبدوا أنها لن تكون بأفضل حال منهم.

والذي استشفيناه من الرأي القانوني بخصوص الشطب هو أنه من اختصاص الداخلية وليس القضاء. أي أن القضاء لا يصدر حكماً نصياً بأن يجب أن يُشطب فلان، ولكن القضاء يبين فقط القضايا عن هذا الفلان سواء كانت قضايا أخلاقية أو تزوير أو خيانة أمانة وغيرها، وعلى الداخلية اتخاذ شطب المرشح حسب ما تراه من استحقاق القضايا التي عليه. قدّم كثير من المرشحين ترشحهم في الانتخابات وهم مشهود لهم بقضايا تزوير 'بنوك' وشيكات وقضايا أخلاقية وغيرها. كما قدّم أيضا مجموعة أخرى من المرشحين ترشحهم وهم المشهود لهم بالدفاع عن ممتلكات الدولة ومجابهتهم لقضايا حرية الرأي العام، وقضايا المال العام وغيرها.

ونرى هنا أن نظرة وزارة الداخلية هي التي ستحكم على أي قرارات في عملية الشطب. نتمنى أن تكون نظرتها شفافة وعقلانية تناسب أهمية المرحلة الحالية الحساسة، ولا تخلط بين مرشح فاسد مالياً وأخلاقياً، بمرشح أكاديمي قدم الكثير وقادر على تقديم المزيد، بحجة أنه مارس دوره الرقابي بنية الإصلاح وصد أبواب الرشاوي.

في هذه المرحلة لا تقل خطورة عن المراحل السابقة التي أدت لحل المجلس السابق، فعلى الحكومة الحالية أن تتجنب تعميم الشطب وتحذر أن تكافئ السيء بزج الشرفاء معهم، وعندها ستعقد حركتها السياسية قبل أن تبدأ.من أكبر سلبيات الحكومة السابقة هي تسييس القضاء الكويتي، وذلك شعرنا به عندما قامت بعقد جلسات المحاكم المستعجلة ضد أطراف معارضة للحكومة وتأجيل الجلسات الخاصة للأفراد عند المطالبة لحقوقهم ضد الحكومة وغير ذلك.

وإذا الحكومة أرادت أن تشطب كل مرشح عليه قضية فما أكثرهم، لأن الحكومة السابقة لم تترك أحدا من قضايا الرأي العام وغير ذلك. وهذا الأسلوب يذكرنا بما أعلنته لجنة صالح الفضالة للبدون. بعد ما تراكمت مشاكل البدون لأكثر من 50 سنة وتركهم يواجهون صعوبة الحياة من كد ومد، وجعلت الكثير منهم يتعرض لقضايا الرأي وقضايا أخرى بسبب هضم الحقوق والمكتسبات، أخذت اللجنة تشترط وتستثني بمن ليس له قيد أمني!!!!






الأربعاء، 4 يناير 2012

المرشح بين الشعار ... والشراع

من أجمل اللحظات التي نعيشها نحن كشعب، بل من أجمل اللحظات التي تسري في روح بلدنا وتبعث فيه روح التفاؤل والأمل، هي اللحظات التي تكون قبل الانتخابات البرلمانية. لحظات تشيع فيها الشعارات والوعود، لحظات تهتز فيها المنابر وتُضرب الطبول، لحظات تحسدنا فيها الدول والشعوب. لحظات تنتهي عند قص الشريط دخول أعضاء للبرلمان مزينين ببشت ثقة الشعب وطموحه. فترجع الحكاية القديمة التي تكررت سنين كثيرة، من الخذلان والألم.

تتنوع الشعارات وتتلون بأبهى الألوان، وتشترك معظمها شكليا في "ضد الفساد" ولكن معنى الفساد يختلف من مرشح لآخر. مرشح يجد الفساد في توزيع المناقصات الكبرى بالرغم أنه لا يتوانى في إفشاء الواسطة والفساد الإداري، ومرشح يجد الفساد في توزيع الجواخير والإسطبلات بالرغم أنه متكسب شاليهات ومتنفذ في المناصب العليا وغير ذلك. وبسبب هذه الاختلافات في المعنى، فإننا لا نزال وسنظل محصورين في الفساد.

بسبب ما سئمنا منه من خلال الأحداث السابقة، فإننا وجدنا كثير من النواب يستبدلون شعاراتهم إلى "أشرعة" يقودون بها مساراتهم ليحققوا مصالحهم الشخصية. فإنني لا أضع شعارات المرشحين من ضمن معايير الاختيارات لعضو البرلمان. نحن في مرحلة نحتاج أن نختار المرشح ذو علم وأمانة، على أثر "القوي الأمين" بعيد عن التعصب القبلي والطائفي.

العلم في هذا الزمن هو مصدر القوة والعزة ومصدر بناء الأمم والأوطان. والأمانة هي مصدر الإحساس بالمسئولية والوضوح والشفافية، والعطاء الغير محدود. المجلس بحاجة لكفاءات من مختلف العلوم (الهندسية، والإدارية، والقانونية، والاقتصادية). المجلس بحاجة لتجانس هذه الكفاءات لتكن خير رقيب وخير شارع للحكومة، ليتحقق الهدف الأسمى في نهضة وخدمة البلد.