بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 ديسمبر 2011

الحكومة ... والفرعيات

تتعد أشكال الفرعيات وألوانها بألوان القبيلة والطائفة والتيار والعائلة، وتختلف آلياتها على حسب حجم المجموعة، وتبدو جلياً عندما يتم تطبيقها في القبيلة. ويتشبث المواطنين بالمساهمة في الفرعية ليتمسكوا بالحبل الذي من خلاله يتكسبون من خدمات صاحبهم الصحية والوظيفية وغيرها. عندما يفقد المواطن حقوقه، فإنه يلجأ للأشخاص الذين يقدمون خدماتهم المشروعة والغير مشروعة لكسب وده في الانتخابات الفرعية.

الفرعيات بألوانها المختلفة تعزز سلبيات الناخب والمرشح على حد السواء. فالمرشح يستغل منصبه وسلطته ليس للعمل في نهضة البلد وتطويره بل ليسعى في بناء قاعدته وشعبيته من خلال إرضاء ناخبيه. وحاجة الناخب المستمرة لهم، تعزز تنافس المرشحين على تجاوز القوانين لاكتساب القوة والصيت.

هذه العلاقة بين المرشح والناخب هي حصاد حكومي نتج عن فشلها في إشباع حاجة المواطن من جانب الصحي والتوظيفي والتعليمي وغيرها. الحكومة عززت دور الفساد الإداري من خلال تعاملها مع النواب ووزرائها مما جعلها تنتقل بين أطياف المجتمع. الحكومة هي التي أجبرت النائب ليراكض وراء المواطن في الوزارات، وهي التي أهملت الصحة حتى يتكسب النائب في العلاج في الخارج، وهي التي ركنت المحافظ والمختار على جنب حتى تشغل النائب بطلب المطبات والتحويلات المرورية وغيرها.

كل هذه العوامل ساهمت في تشويه دور النائب من تشريع ورقابة ورسم الرؤى، وجعلته يراهن على بقائه ليس بما أنجزه للوطن، بل على مدى الخدمات الجانبية المقدمة إلى المواطن. الفرعيات مرفوضة شكلا بسبب قانونها الدستوري، ولكن عجز الحكومة فيما تركته في مؤسساتها جعلت المواطن يتمسك في مضمونها.

احذروا ... جياكرمجلس الأمة

تعددت التيارات والأشخاص الذين دخلوا قاعة عبدالله السالم، قليل منهم يشهد لهم بالبنان وأصبح الكثير منهم محل تشائم واشمئزاز عند الشعب. والثبات على المبادئ من قبل أعضاء البرلمان أصبح عملة نادرة يصعب على المتابعين إيجادها، بسبب تذبب المواقف وتباين طرق التعامل مع القضايا المختلفة. وكانت الحكومات السابقة لها دور كبير في فك شفرات كثير من الأعضاء البرلمان والتيارات السياسية في اتجاه يخدم مصالحها. فنجد الحكومة دائما تتفنن في ضرب القوي السياسية بعضها ببعض، لدرجة أن كثير من المرات نجد قوى تقف ضد قرار بمجرد أنه يخدم قوى أخرى بعيداً عن المصلحة العامة.

وتلجأ الحكومة إلى هذه التصرفات بسبب اعتمادها على نوعيات معينة من الأعضاء. وأعتقد استمرار وجود هذه النوعيات من الأعضاء في البرلمان سوف لا يغير من النهج الحكومي الخالي من التطوير وأطر التقدم والإصلاح، بل يجعلها في دوامتها التخبطية. وأخطر هذه النوعيات من المرشحين الذين تلوثت ذممهم المالية على مدار عملهم أو من خلال عضويتهم في البرلمان في السابق. والنوع الثاني من المرشحين الذين يجب أن نحذرهم، هم الذين يدّعون الاستقلالية في الفكر ويعتمدون على تنفيذ المعاملات والواسطات لكسب ود الناخبين. هذا النوع من الأشخاص يعزز الفساد الإداري ومستعد أن يعيث فساداً بالبرلمان من أجل تنفيذ معاملة شخصية على حساب المصلحة العامة.

ومن خلال تجربة أعضاء التجمع السلفي في البرلمان يجعلنا نجزم أنهم أضاعوا الجادة في الكثير من المرات. مع احترامنا الشديد لدور جمعية الإحياء التراث التي تعتبر إحدى المنارات المضيئة في العمل التوعوي الإسلامي وتأصيل العقيدة السليمة، إلا أن دورها في العمل السياسي مختل بسبب ممارسات من مثّلها في البرلمان ومنهم (الدعيج وباقر والعمير .. وغيرهم). تحرص الحكومة دائماً على كسب ود التجمع السلفي في القضايا الحاسمة بواسطة إما فتوى طاعة ولي الأمر أو بواسطة درء المفاسد، وأعتقد أن ذلك يخالف المعنى الحقيقي من طاعة ولي الأمر. إن المجلس يستحق أن يمثله من يعزز الدور الحقيقي في طاعة ولي الأمر بالممارسة السليمة في الرقابة والتشريع والقضاء على المفاسد.

أعتقد أن هذه النوعيات من المرشحين يعتبرون دائما أوراق (الجوكر) التي من خلالها تقود الحكومة دفة المسار السياسي وتشل من خلالهم دور مجلس الأمة الرقابي والتشريعي. فأتمنى من الناخبين أن يحذرونهم ويقدمون للبلد أعضاء أكفاء من ناحية العلم ويشهد لهم بالعطاء والأمانة.

الأحد، 25 ديسمبر 2011

بسكم افتراء على ... الحكومة

تتوحد شعارات معظم المرشحين إن لم يكن كلهم في التنديد والوعيد باتجاه الحكومة الحالية، ولن يقتصر التهديد من قبل قوى المعارضة فقط، بل حتى القبيض واللي راح يقبض بالمستقبل سوف يوجهون السهام باتجاهها طلبا لإرضاء واسترضاء الناخبين. وإذا نظرنا لحال حكومتنا الحالية نجد أنها محفوفة بغشاء بسيط من الأمل لعل تحقق ما عجزت عنه الحكومات السابقة.

تحمل حكومتنا الحالية تركة كبيرة من الملفات والمواضيع المعلقة ورثتها من الحكومات السابقة الغير موفقة جدا بل أُتهمت بالكثير من الفساد. تعتبر هذه التركة حفر جاهزة للحكومة يختلف عمقها من واحدة لأخرى، إن لم تستعجل في حلها، فإنها لا محالة ستُدفن في أحدها.وأولى هذه التحديات التي توضح مسار وجهة الحكومة في المرحلة القادمة ألا وهي الشفافية والحزم في النزاهة في الانتخابات البرلمانية القادمة.

الممارسة الشعبية النزيهة تخرج رجال دولة صالحين يعينون الحكومة على حماية ونهضة الوطن. ومن هذه الملفات هو ملف البدون، وهي قضية تراكمت من سنين وأصبحت لا تتحمل التأخير من عدة جوانب أهمها الجانب الإنساني والقومي والدولي. تعاني فئة البدون من مشاكل إنسانية بحتة من ناحية العلاج والعمل والزواج وغير ذلك من المعاناة. كما لقضية البدون أبعاد قومية على بلدنا واستفحالها يزيد من حقول ألغام القابلة للانفجار، خاصة عندما نترك شباب من غير عمل ومن غير معين لهم ليمارسوا حياتهم التعليمية والصحية والاجتماعية، وبالتأكيد ذلك سيعرضهم أن يصبحوا فريسة للمفسدين من تجار المخدرات وأصحاب السرقة ليصبحوا معول هدم، بالرغم أن بالإمكان أن تجعلهم بلدنا معول بناء عندما توفر لهم متطلبات العيش الكريم.

ومن الملفات الخطيرة التي قد تدفن الحكومة الحالية هي ملفات الفساد المالي والذممي في مؤسسات الدولة. القبيضة ما هم إلا ثمرة خبيثة نبتت من شجرة الفساد ولا بد من معالجتها باجتثاث جذورها، وإرجاع الثقة في مؤسسات الدولة بالاستفادة من منظومة العمل الحديث من خلال تطوير العمل وتأهيل الكفاءات.

ولا يصلح حال بلدنا ما لم نرى البلدية الأحدث والأنظم على مستوى الإدارات لدورها الحيوي في شئون البلد، وفسادها أدى إلى الفساد الغذائي والتجاري والهيكلي.في السابق تفننت الحكومة بضرب القوى السياسية ببعضها البعض، فمرة نجد التكتل الشعبي يطعن بحدس وفي المرة الأخرى تعارك السلفي مع الوطني ... وغير ذلك فتسيّر الحكومة العملية السياسية كما تشاء.

أما الآن تحقق المستحيل، تجد يد الشعبي فوق يد الحدسي كما أن السلفي (الخنة) يحضن أخيه اللبرالي (العنجري)، وكل ذلك تحقق بسبب صحوة القوى الشبابية التي سيّرت القوى السياسية لتفرض عليهم مواجهة الفساد بعيداً عن كل الحسابات. فهنيئاً لوطن يملك فوق 50% من سكانه شباب يعيش في صحوة إصلاحية يطمح ليملك وطن كريم ذو مكانة حضارية متقدمة. الحكومة تملك الآن فرصة عظيمة لتضع أجندتها بما يناسب طموحات الشباب الإصلاحية. وعندها تجد الحكومة نفسها ملكت السيادة السياسية.

وتجد حينها الشباب يتصدى لمن يتجرأ على العبث على أجندة الحكومة الإصلاحية من القوى الأخرى ويستبدلون الشباب شعاراتهم من 'ارحل' إلى الصدح بشعار 'بسكم افتراء على ... الحكومة'









السبت، 17 ديسمبر 2011

حدس ... والزمن الجميل

الحركة الدستورية الإسلامية، حدس، هي واحدة من أكبر التيارات السياسية في الكويت. وعاشت حركة حدس في كثير من الفترات في مجد ونشاط مؤثرين على امتداد الحياة السياسية الكويتية. وكما هو معروف أن حدس تستمد رسالتها الاجتماعية والسياسية من الشيخ حسن البنا الذي نشأ في بيئة صالحة مليئة بالقرآن والسنة، وكان مجتمعه آنذاك مليئ بالفساد الأخلاقي والضلال فأسس جماعته نحو حياة كريمة ومجتمع مدني عادل، وكانت رسائله مشهودة له بالدعوة والإصلاح.تأثرت كثير من الحركات والتجمعات إيجابيا من أفكار حدس منها انبثاق الحركة السلفية العلمية الشابة من الحركة السلفية لتحمل توجها سياسيا إسلاميا والتي شكلت مع بعض فئات المجتمع حزب الأمة ليعتبر أول حزب سياسي معلن في الكويت.وفي وجهة نظري أن الفترة ما بعد التحرير برزت فيها حدس بشكل كبير لقربها وانغماسها مع الشعب من خلال أنشطتها الاجتماعية وتقديمها كثير من الشعارات الإصلاحية وكأنها تحمل العصا السحرية التي من خلالها ستنهض بمجتمعنا الكويتي ليصبح مجتمع إسلامي معاصر راقي.

وبرزت أهدافها النبيلة من خلال البرامج الانتخابية لمرشحيها في مختلف الدوائر. وركزت أهدافها على ترسيخ العدل وتطوير العمل الإداري والمالي وتنمية الكفاءات وغيرها من المقومات الأساسية التي يحلم بها كل مواطن طموح. وعندما استلمت حدس زمام المسار السياسي في البلد فلم تستطع تحسين الوضع، بل تأثرت به بسبب تأثير الواقع السياسي عليها وشاركت في الكثير من الفساد الإداري سواء على مستوى المناصب العليا أو حتى على أدنى مستوى وظيفي مما جعل الشعب يستاء من هذه الممارسات. وتصادم بعض أهدافها الإصلاحية مع بعض المتطلبات الشعبية مما خلق بعض الاختلافات بين قياديي حدس مثل قضية سقوط القروض وغيرها.

ولاحظ الكثيرين ما تقوم به الحركة من المفهوم الخاطئ في الحديث 'انصر أخاك ظالما أو مظلوما' مثل ما سوقها بعض النقاد عليها خاصة عندما تتم مسائلة مسئول محسوب عليها مما أفقد الحركة الكثير من شعبيتها في السنوات الأخيرة.ويعتب المراقبين على شخصيات محسوبة على حدس بأنهم يمارسون عملية تعزيز الشللية والتكسب الشخصي في مختلف الوزارات ليقعوا في مستنقع الفساد الذي طالما يحذرون منه وهذه الممارسات لا تقرها الحركة ولكن قليل من رجالها أساءوا لها.

وكان المرشح في الماضي بمجرد أن يرمز بحدس تصبح له الميزة والقوة ومن ثم يدعمها بالقبلية. أما ما يحدث في الآونة الأخيرة أصبح الشخص يحرص على ود قبيلته وقاعدته ومن ثم يذكر حدس 'بخجل' وهذا لا شك يُفقد الحياة السياسية تيار متميز يملك مقومات قيادية سياسية معاصرة.لو التزم من يمثل حدس بمبادئها وأهدافها لاستشعر كل من يخالف حدس بالفائدة قبل المواطن العادي، ونحن إذا عاتبنا حدس بلهجة قد تكون قاسية لا يعني أن الكتل الأخرى أفضل منها، بل العكس لا زالت حدس من أفضل التيارات السياسية التي بإمكانها تضميد جراحها عن طريق ترسيخ مبادئها لتضعه على واقع كل من ينال شرف انضمامه لها.

تملك الحركة الآن فرصة عظيمة لتكسب ثقة الشعب بعد كل ما سطره النائب القدير الدكتور جمعان الحربش في المجلس السابق. فإن بلدنا تحتاج في هذا الوقت تنافس شريف بين الكتل السياسية لتتفق على هدف واحد وهو الرقي بالوطن عن طريق محاربة الفساد وتشريع قوانين إصلاحية ومراقبتها.

حيرة الناخب... باختيار النائب

بعد ما عشنا سنوات كئيبة وسوداوية من عمر مجلس الأمة، كان أسوؤها تلوث عدد كبير من النواب بشبهة الرشوة وغسيل الأموال، وساد حينها شق الوحدة الوطنية وعفن الطائفية ليتيه الحق مع الباطل، وفاض الفساد السياسي الذي وحّد روح الشباب الكويتي وقاموا بدورهم ووحدوا قوى المعارضة إلى أن جاءت حكمة الأمير القائد بحل هذا المجلس، ليعيد الدفة إلى الأمة لعل وعسى تصحح المسار وتخرج رجالاً على قدر المسئولية لنهضة البلد في المرحلة المقبلة.

وفي معترك سباق الانتخابات الجارية يتلون المرشحين بأبهى ألوان البرامج والآمال ليحتار الناخب بينهم، منهم من يقع تحت مظلة منبر والآخر تحت تكتل وغيره من ضمن تجمع والبقية يعلن استقلاليته في الروح والأهداف.

وقبل الخوض في ذكر أنواع المرشحين، فإنني أجزم أن معظمهم يشتركون في عامل سيء واحد مستشري في بلدنا كمرض السرطان ألا وهو نشر "الواسطة" التي أدت إلى غمس العدل وتعزيز المحسوبية، بل كانت أحد الأسلحة الحكومية لكسب الولاءات وتمرير المصالح فمنهم من يتكسب بالمناصب العليا والمناقصات الكبرى ومنهم ما دون ذلك حتى تصل في اختيار الأئمة وتبليط الساحات.

لذلك يجب على القوى الشبابية الإصلاحية استغلال نهضتها الحالية بتعزيز مبدأ اللاواسطة وذلك بفرض على القوى السياسية إقرار الأسس والمعايير للمناصب القيادية ونزع فتيل الواسطة من مؤسسات الدولة.

وإذا نظرنا إلى أنواع المرشحين لهذه الانتخابات نجد أن تكتل الشعبي كان رأس رمح المعارضة الذي واجه الفساد من بدايته. وحرص التكتل على كسب المواقف الشعبية في المجلس وهذه أهم مميزاته ويُلاحظ على التكتل ضعف الاقتراحات وطرح البرامج المستقبلية وذلك قد يكون سببها التوتر السياسي الذي لا يتيح الانجاز.

ومن التجمعات المثيرة للجدل يتصدره التجمع السلفي ذو الرداء الإسلامي، ويعتبر بعض من أعضائه من البطاقات "الجوكر" في العمليات التصويت الحاسمة بسبب الفهم العجيب من الزاوية الضيقة في فتوى "طاعة ولي الأمر". ويتناسون أن ولي الأمر جعل من مجلس الأمة مصدر الرقابة والتشريع وعليه على العضو أداء دوره المطلوب وبإتقان وهذه هي أساس طاعة ولي الأمر.

ومن التكتلات السياسية الرئيسية هي تكتل العمل الوطني، ودائما هذا التكتل يتميز بالبرامج التنموية والأفكار المشرقة في موسم الانتخابات، ولكن نتفاجأ بضبابية مواقفها في المجلس والتي تتيه إما بسبب تصفية حسابها مع شخصيات أو بسبب تكسبات أخرى وكلاهما يؤثر على إنتاجيته.

ومن القوى السياسية المؤثرة هي حركة الدستورية الإسلامية، حدس. وهي من التيارات القليلة التي تملك مقومات سياسية عالية المستوى، ومتمرسة في الشأن الاجتماعي وتملك كفاءات متنوعة مما يعزز دورها السياسي.

وعانت الحركة في فقد شعبيتها في السنوات الماضية بسبب قرارات أغلبية المكتب السياسي ضد القرارت الشعبية، والتي أثرت على شعبية نوابها، حتى ظهر جمعان الحربش وأقنع المكتب بالوقوف مع الكثير من المكتسبات الشعبية إلى أن أصبح من أبرز أعضاء المجلس الماضي بثبوته على المبادئ الإصلاح وأعاد الكثير من بريق الحركة.

وهناك غير هذه القوى في الساحة السياسية والتي برزت من خلال الوقفة الشعبية ضد الحكومة السابقة، منها حركة السلفية العلمية وبعض المستقلين الذين ينادون بالإصلاح السياسي والأيام القادمة كفيلة بإبراز معالمهم.

ومهما اختلفت ألوان القوى السياسية إلاّ أن لون السياسي الفاسد المرتشي أصبح واضح وليس بغريب عن الشعب وعلى الأمة أن تلجمه بنتائج الانتخابات. كما نتمنى من الحكومة أن تحسن التعامل مع هذه الألوان السياسية وترسم لنا كويتنا المشرقة.
twitter @engrsalemq8

الحكومة القادمة ... شكلها ولونها

بعد ما تم إزاحة الحكومة السابقة تنفّس الصعداء جموع الشباب المتلهف للنهضة والاستقرار. ولم تكن هذه الحكومة العقبة الوحيدة في الشارع السياسي، بل ساعدته البيئة المتردية التي سادت أروقة قاعة عبدالله السالم. مما جعل الشاب الكويتي يتلهف لحل المجلس والرجوع لصناديق الاقتراع لعل وعسى يخرج من الشارع من يضمّد جراح الوطن ويعجل في تنميته.

وقد أصاب الكثير في التوقع بحصول الشيخ جابر المبارك الصباح ثقة صاحب السمو في رئاسة الحكومة الجديدة، كونه أحد الركائز الأساسية السياسية في العائلة الكريمة. ويتمنى الشعب أن يستشعروا التغيير الإيجابي في الحكومة القادمة بقيادة المبارك. ويتبقى الكثير من السيناريوهات التي يحتار المواطن من حدوثها في الفترة المقبلة. يعتقد الكثير أن يتم تشكيل حكومة مؤقتة تقود الدفة لحين حل المجلس الأمة الحالي أو تسيير الأمور معها لحين انتهاء فترة المجلس المعتمدة في الصيف القادم. ومن ثم تأتي حكومة جديدة من بعد مجلس أمة جديد.

نعم... لقد عانت بلدنا ست سنيين من عمرها جراء حكومات الشيخ ناصر المحمد والتي كثر فيها جراح البلد من جانب شق الوحدة الوطنية، وانتشار فساد الذمم والفساد الإداري والتجاري والغذائي وغيرها.... ولكن كسبت بلدنا جيل من الشباب الواعي الذي قدم التضحيات في سبيل حريته وكرامته وكرامة بلده. لقد قدم الشيخ ناصر المحمد فرصة عظيمة لشباب الأمة أن يجلسوا مع نواب الأمة الشرفاء في ساحة الإرادة وعلى أرصفة مواقف محكمة قصر العدل ليتلمذوا وينهلوا من خبرة السعدون وقوة البراك وحكمة الحربش وبأس المسلم وحيوية الصواغ.

انتصر الشباب عندما توحدت همتهم وطلباتهم حتى استطاعوا في تحقيق مرادهم. ونخشى أن تنفضّ هذه الهمة في المرحلة القادمة عندما تستعمل الحكومة مفتاحها المعتاد في ضرب القوى السياسية. سيطرت الحكومات السابقة في الساحة السياسية عن طريق المحاصصة وتوزيع المناصب التي جعلتها تفرق نسيج مجلس الأمة. لا تكاد قوة سياسية واحدة إلّا وقد استجابت لهوى الحكومة في السابق. ولكن بعد توحد معظم القوى السياسية تجاه سياسة المحمد هل ستقع هذه القوى لنفس الأخطاء مع الحكومة الجديدة؟!!....على الحكومة الجديدة أن تبحث على التشكيل الايجابي عن طريق حكومة تكنوقراطية تعتمد على الكفاءة وليس على المحاصصة التي أثبتت فشلها في السابق.


'إن لم تشغلهم بالإيجابية يشغلونك بالسلبية' هذه قيمة تربوية وقيادية وسياسية عظيمة يطبقها الفرد مع أبنائه، والمعلم مع طلبته، والمسئول مع موظفيه، ولذلك على حكومتنا القادمة أن تكون إيجابية مع شعبها وتقدم له المشاريع والحلول المشرقة حتى تحافظ على مكانها وتكسب ود شبابها الطموح.


فالشعب لا يقبل أن تكون حكومته متلونة الأهداف والنيات لتمارس لعبتها السابقة بمطارحة أعضاء المجلس. بل يريد حكومة ذات لون واحد أبيض بنية واحدة ألا وهي أخذ بيد المجلس لمستقبل مشرق تنموى في كل المجالات.