بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 ديسمبر 2011

بسكم افتراء على ... الحكومة

تتوحد شعارات معظم المرشحين إن لم يكن كلهم في التنديد والوعيد باتجاه الحكومة الحالية، ولن يقتصر التهديد من قبل قوى المعارضة فقط، بل حتى القبيض واللي راح يقبض بالمستقبل سوف يوجهون السهام باتجاهها طلبا لإرضاء واسترضاء الناخبين. وإذا نظرنا لحال حكومتنا الحالية نجد أنها محفوفة بغشاء بسيط من الأمل لعل تحقق ما عجزت عنه الحكومات السابقة.

تحمل حكومتنا الحالية تركة كبيرة من الملفات والمواضيع المعلقة ورثتها من الحكومات السابقة الغير موفقة جدا بل أُتهمت بالكثير من الفساد. تعتبر هذه التركة حفر جاهزة للحكومة يختلف عمقها من واحدة لأخرى، إن لم تستعجل في حلها، فإنها لا محالة ستُدفن في أحدها.وأولى هذه التحديات التي توضح مسار وجهة الحكومة في المرحلة القادمة ألا وهي الشفافية والحزم في النزاهة في الانتخابات البرلمانية القادمة.

الممارسة الشعبية النزيهة تخرج رجال دولة صالحين يعينون الحكومة على حماية ونهضة الوطن. ومن هذه الملفات هو ملف البدون، وهي قضية تراكمت من سنين وأصبحت لا تتحمل التأخير من عدة جوانب أهمها الجانب الإنساني والقومي والدولي. تعاني فئة البدون من مشاكل إنسانية بحتة من ناحية العلاج والعمل والزواج وغير ذلك من المعاناة. كما لقضية البدون أبعاد قومية على بلدنا واستفحالها يزيد من حقول ألغام القابلة للانفجار، خاصة عندما نترك شباب من غير عمل ومن غير معين لهم ليمارسوا حياتهم التعليمية والصحية والاجتماعية، وبالتأكيد ذلك سيعرضهم أن يصبحوا فريسة للمفسدين من تجار المخدرات وأصحاب السرقة ليصبحوا معول هدم، بالرغم أن بالإمكان أن تجعلهم بلدنا معول بناء عندما توفر لهم متطلبات العيش الكريم.

ومن الملفات الخطيرة التي قد تدفن الحكومة الحالية هي ملفات الفساد المالي والذممي في مؤسسات الدولة. القبيضة ما هم إلا ثمرة خبيثة نبتت من شجرة الفساد ولا بد من معالجتها باجتثاث جذورها، وإرجاع الثقة في مؤسسات الدولة بالاستفادة من منظومة العمل الحديث من خلال تطوير العمل وتأهيل الكفاءات.

ولا يصلح حال بلدنا ما لم نرى البلدية الأحدث والأنظم على مستوى الإدارات لدورها الحيوي في شئون البلد، وفسادها أدى إلى الفساد الغذائي والتجاري والهيكلي.في السابق تفننت الحكومة بضرب القوى السياسية ببعضها البعض، فمرة نجد التكتل الشعبي يطعن بحدس وفي المرة الأخرى تعارك السلفي مع الوطني ... وغير ذلك فتسيّر الحكومة العملية السياسية كما تشاء.

أما الآن تحقق المستحيل، تجد يد الشعبي فوق يد الحدسي كما أن السلفي (الخنة) يحضن أخيه اللبرالي (العنجري)، وكل ذلك تحقق بسبب صحوة القوى الشبابية التي سيّرت القوى السياسية لتفرض عليهم مواجهة الفساد بعيداً عن كل الحسابات. فهنيئاً لوطن يملك فوق 50% من سكانه شباب يعيش في صحوة إصلاحية يطمح ليملك وطن كريم ذو مكانة حضارية متقدمة. الحكومة تملك الآن فرصة عظيمة لتضع أجندتها بما يناسب طموحات الشباب الإصلاحية. وعندها تجد الحكومة نفسها ملكت السيادة السياسية.

وتجد حينها الشباب يتصدى لمن يتجرأ على العبث على أجندة الحكومة الإصلاحية من القوى الأخرى ويستبدلون الشباب شعاراتهم من 'ارحل' إلى الصدح بشعار 'بسكم افتراء على ... الحكومة'









ليست هناك تعليقات: