بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 17 ديسمبر 2011

الحكومة القادمة ... شكلها ولونها

بعد ما تم إزاحة الحكومة السابقة تنفّس الصعداء جموع الشباب المتلهف للنهضة والاستقرار. ولم تكن هذه الحكومة العقبة الوحيدة في الشارع السياسي، بل ساعدته البيئة المتردية التي سادت أروقة قاعة عبدالله السالم. مما جعل الشاب الكويتي يتلهف لحل المجلس والرجوع لصناديق الاقتراع لعل وعسى يخرج من الشارع من يضمّد جراح الوطن ويعجل في تنميته.

وقد أصاب الكثير في التوقع بحصول الشيخ جابر المبارك الصباح ثقة صاحب السمو في رئاسة الحكومة الجديدة، كونه أحد الركائز الأساسية السياسية في العائلة الكريمة. ويتمنى الشعب أن يستشعروا التغيير الإيجابي في الحكومة القادمة بقيادة المبارك. ويتبقى الكثير من السيناريوهات التي يحتار المواطن من حدوثها في الفترة المقبلة. يعتقد الكثير أن يتم تشكيل حكومة مؤقتة تقود الدفة لحين حل المجلس الأمة الحالي أو تسيير الأمور معها لحين انتهاء فترة المجلس المعتمدة في الصيف القادم. ومن ثم تأتي حكومة جديدة من بعد مجلس أمة جديد.

نعم... لقد عانت بلدنا ست سنيين من عمرها جراء حكومات الشيخ ناصر المحمد والتي كثر فيها جراح البلد من جانب شق الوحدة الوطنية، وانتشار فساد الذمم والفساد الإداري والتجاري والغذائي وغيرها.... ولكن كسبت بلدنا جيل من الشباب الواعي الذي قدم التضحيات في سبيل حريته وكرامته وكرامة بلده. لقد قدم الشيخ ناصر المحمد فرصة عظيمة لشباب الأمة أن يجلسوا مع نواب الأمة الشرفاء في ساحة الإرادة وعلى أرصفة مواقف محكمة قصر العدل ليتلمذوا وينهلوا من خبرة السعدون وقوة البراك وحكمة الحربش وبأس المسلم وحيوية الصواغ.

انتصر الشباب عندما توحدت همتهم وطلباتهم حتى استطاعوا في تحقيق مرادهم. ونخشى أن تنفضّ هذه الهمة في المرحلة القادمة عندما تستعمل الحكومة مفتاحها المعتاد في ضرب القوى السياسية. سيطرت الحكومات السابقة في الساحة السياسية عن طريق المحاصصة وتوزيع المناصب التي جعلتها تفرق نسيج مجلس الأمة. لا تكاد قوة سياسية واحدة إلّا وقد استجابت لهوى الحكومة في السابق. ولكن بعد توحد معظم القوى السياسية تجاه سياسة المحمد هل ستقع هذه القوى لنفس الأخطاء مع الحكومة الجديدة؟!!....على الحكومة الجديدة أن تبحث على التشكيل الايجابي عن طريق حكومة تكنوقراطية تعتمد على الكفاءة وليس على المحاصصة التي أثبتت فشلها في السابق.


'إن لم تشغلهم بالإيجابية يشغلونك بالسلبية' هذه قيمة تربوية وقيادية وسياسية عظيمة يطبقها الفرد مع أبنائه، والمعلم مع طلبته، والمسئول مع موظفيه، ولذلك على حكومتنا القادمة أن تكون إيجابية مع شعبها وتقدم له المشاريع والحلول المشرقة حتى تحافظ على مكانها وتكسب ود شبابها الطموح.


فالشعب لا يقبل أن تكون حكومته متلونة الأهداف والنيات لتمارس لعبتها السابقة بمطارحة أعضاء المجلس. بل يريد حكومة ذات لون واحد أبيض بنية واحدة ألا وهي أخذ بيد المجلس لمستقبل مشرق تنموى في كل المجالات.

ليست هناك تعليقات: