بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 17 ديسمبر 2011

حيرة الناخب... باختيار النائب

بعد ما عشنا سنوات كئيبة وسوداوية من عمر مجلس الأمة، كان أسوؤها تلوث عدد كبير من النواب بشبهة الرشوة وغسيل الأموال، وساد حينها شق الوحدة الوطنية وعفن الطائفية ليتيه الحق مع الباطل، وفاض الفساد السياسي الذي وحّد روح الشباب الكويتي وقاموا بدورهم ووحدوا قوى المعارضة إلى أن جاءت حكمة الأمير القائد بحل هذا المجلس، ليعيد الدفة إلى الأمة لعل وعسى تصحح المسار وتخرج رجالاً على قدر المسئولية لنهضة البلد في المرحلة المقبلة.

وفي معترك سباق الانتخابات الجارية يتلون المرشحين بأبهى ألوان البرامج والآمال ليحتار الناخب بينهم، منهم من يقع تحت مظلة منبر والآخر تحت تكتل وغيره من ضمن تجمع والبقية يعلن استقلاليته في الروح والأهداف.

وقبل الخوض في ذكر أنواع المرشحين، فإنني أجزم أن معظمهم يشتركون في عامل سيء واحد مستشري في بلدنا كمرض السرطان ألا وهو نشر "الواسطة" التي أدت إلى غمس العدل وتعزيز المحسوبية، بل كانت أحد الأسلحة الحكومية لكسب الولاءات وتمرير المصالح فمنهم من يتكسب بالمناصب العليا والمناقصات الكبرى ومنهم ما دون ذلك حتى تصل في اختيار الأئمة وتبليط الساحات.

لذلك يجب على القوى الشبابية الإصلاحية استغلال نهضتها الحالية بتعزيز مبدأ اللاواسطة وذلك بفرض على القوى السياسية إقرار الأسس والمعايير للمناصب القيادية ونزع فتيل الواسطة من مؤسسات الدولة.

وإذا نظرنا إلى أنواع المرشحين لهذه الانتخابات نجد أن تكتل الشعبي كان رأس رمح المعارضة الذي واجه الفساد من بدايته. وحرص التكتل على كسب المواقف الشعبية في المجلس وهذه أهم مميزاته ويُلاحظ على التكتل ضعف الاقتراحات وطرح البرامج المستقبلية وذلك قد يكون سببها التوتر السياسي الذي لا يتيح الانجاز.

ومن التجمعات المثيرة للجدل يتصدره التجمع السلفي ذو الرداء الإسلامي، ويعتبر بعض من أعضائه من البطاقات "الجوكر" في العمليات التصويت الحاسمة بسبب الفهم العجيب من الزاوية الضيقة في فتوى "طاعة ولي الأمر". ويتناسون أن ولي الأمر جعل من مجلس الأمة مصدر الرقابة والتشريع وعليه على العضو أداء دوره المطلوب وبإتقان وهذه هي أساس طاعة ولي الأمر.

ومن التكتلات السياسية الرئيسية هي تكتل العمل الوطني، ودائما هذا التكتل يتميز بالبرامج التنموية والأفكار المشرقة في موسم الانتخابات، ولكن نتفاجأ بضبابية مواقفها في المجلس والتي تتيه إما بسبب تصفية حسابها مع شخصيات أو بسبب تكسبات أخرى وكلاهما يؤثر على إنتاجيته.

ومن القوى السياسية المؤثرة هي حركة الدستورية الإسلامية، حدس. وهي من التيارات القليلة التي تملك مقومات سياسية عالية المستوى، ومتمرسة في الشأن الاجتماعي وتملك كفاءات متنوعة مما يعزز دورها السياسي.

وعانت الحركة في فقد شعبيتها في السنوات الماضية بسبب قرارات أغلبية المكتب السياسي ضد القرارت الشعبية، والتي أثرت على شعبية نوابها، حتى ظهر جمعان الحربش وأقنع المكتب بالوقوف مع الكثير من المكتسبات الشعبية إلى أن أصبح من أبرز أعضاء المجلس الماضي بثبوته على المبادئ الإصلاح وأعاد الكثير من بريق الحركة.

وهناك غير هذه القوى في الساحة السياسية والتي برزت من خلال الوقفة الشعبية ضد الحكومة السابقة، منها حركة السلفية العلمية وبعض المستقلين الذين ينادون بالإصلاح السياسي والأيام القادمة كفيلة بإبراز معالمهم.

ومهما اختلفت ألوان القوى السياسية إلاّ أن لون السياسي الفاسد المرتشي أصبح واضح وليس بغريب عن الشعب وعلى الأمة أن تلجمه بنتائج الانتخابات. كما نتمنى من الحكومة أن تحسن التعامل مع هذه الألوان السياسية وترسم لنا كويتنا المشرقة.
twitter @engrsalemq8

ليست هناك تعليقات: