بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 17 ديسمبر 2011

حدس ... والزمن الجميل

الحركة الدستورية الإسلامية، حدس، هي واحدة من أكبر التيارات السياسية في الكويت. وعاشت حركة حدس في كثير من الفترات في مجد ونشاط مؤثرين على امتداد الحياة السياسية الكويتية. وكما هو معروف أن حدس تستمد رسالتها الاجتماعية والسياسية من الشيخ حسن البنا الذي نشأ في بيئة صالحة مليئة بالقرآن والسنة، وكان مجتمعه آنذاك مليئ بالفساد الأخلاقي والضلال فأسس جماعته نحو حياة كريمة ومجتمع مدني عادل، وكانت رسائله مشهودة له بالدعوة والإصلاح.تأثرت كثير من الحركات والتجمعات إيجابيا من أفكار حدس منها انبثاق الحركة السلفية العلمية الشابة من الحركة السلفية لتحمل توجها سياسيا إسلاميا والتي شكلت مع بعض فئات المجتمع حزب الأمة ليعتبر أول حزب سياسي معلن في الكويت.وفي وجهة نظري أن الفترة ما بعد التحرير برزت فيها حدس بشكل كبير لقربها وانغماسها مع الشعب من خلال أنشطتها الاجتماعية وتقديمها كثير من الشعارات الإصلاحية وكأنها تحمل العصا السحرية التي من خلالها ستنهض بمجتمعنا الكويتي ليصبح مجتمع إسلامي معاصر راقي.

وبرزت أهدافها النبيلة من خلال البرامج الانتخابية لمرشحيها في مختلف الدوائر. وركزت أهدافها على ترسيخ العدل وتطوير العمل الإداري والمالي وتنمية الكفاءات وغيرها من المقومات الأساسية التي يحلم بها كل مواطن طموح. وعندما استلمت حدس زمام المسار السياسي في البلد فلم تستطع تحسين الوضع، بل تأثرت به بسبب تأثير الواقع السياسي عليها وشاركت في الكثير من الفساد الإداري سواء على مستوى المناصب العليا أو حتى على أدنى مستوى وظيفي مما جعل الشعب يستاء من هذه الممارسات. وتصادم بعض أهدافها الإصلاحية مع بعض المتطلبات الشعبية مما خلق بعض الاختلافات بين قياديي حدس مثل قضية سقوط القروض وغيرها.

ولاحظ الكثيرين ما تقوم به الحركة من المفهوم الخاطئ في الحديث 'انصر أخاك ظالما أو مظلوما' مثل ما سوقها بعض النقاد عليها خاصة عندما تتم مسائلة مسئول محسوب عليها مما أفقد الحركة الكثير من شعبيتها في السنوات الأخيرة.ويعتب المراقبين على شخصيات محسوبة على حدس بأنهم يمارسون عملية تعزيز الشللية والتكسب الشخصي في مختلف الوزارات ليقعوا في مستنقع الفساد الذي طالما يحذرون منه وهذه الممارسات لا تقرها الحركة ولكن قليل من رجالها أساءوا لها.

وكان المرشح في الماضي بمجرد أن يرمز بحدس تصبح له الميزة والقوة ومن ثم يدعمها بالقبلية. أما ما يحدث في الآونة الأخيرة أصبح الشخص يحرص على ود قبيلته وقاعدته ومن ثم يذكر حدس 'بخجل' وهذا لا شك يُفقد الحياة السياسية تيار متميز يملك مقومات قيادية سياسية معاصرة.لو التزم من يمثل حدس بمبادئها وأهدافها لاستشعر كل من يخالف حدس بالفائدة قبل المواطن العادي، ونحن إذا عاتبنا حدس بلهجة قد تكون قاسية لا يعني أن الكتل الأخرى أفضل منها، بل العكس لا زالت حدس من أفضل التيارات السياسية التي بإمكانها تضميد جراحها عن طريق ترسيخ مبادئها لتضعه على واقع كل من ينال شرف انضمامه لها.

تملك الحركة الآن فرصة عظيمة لتكسب ثقة الشعب بعد كل ما سطره النائب القدير الدكتور جمعان الحربش في المجلس السابق. فإن بلدنا تحتاج في هذا الوقت تنافس شريف بين الكتل السياسية لتتفق على هدف واحد وهو الرقي بالوطن عن طريق محاربة الفساد وتشريع قوانين إصلاحية ومراقبتها.

ليست هناك تعليقات: