بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

نصائح لأصحاب المخيمات

في خضم المعارك الشرسة القائمة بين الحكومة وبين بعض أعضاء مجلس الأمة التي أصبحت سمة الحياة السياسية في بلدنا، ليستعمل كل طرف جميع الوسائل ليحقق انتصاره الشخصي على الآخر، وبالتالي نجد مجهودات الحكومة والمجلس تستهلك بشكل كامل في هذه المواجهات ولا عزاء للتنمية والازدهار.

فيلجأ معظم الشعب الكويتي في هذا الموسم الجميل للتخييم ليفش خلقه ويخفف عن الإحباطات السياسية التي من حوله. ولكن يؤسفني ما يتكرر كثيرا من المآسي التي تحدث كل سنة خلال موسم التخييم فتتحول بهجة المخيم وسروره إلى أسى وحزن وتعاسة وكل ذلك يحدث بسبب خطأ بسيط يمكن تفاديه في حالة نشر الوعي والإرشاد لتفادي الممارسات السلبية. فأجد نفسي مجبرا أن أحذر عن بعض هذه الممارسات لعلها تساعد في الحفاظ على أرواح أهل البلد ولا تعكر عليهم أفراحهم.

أول الممارسات السلبية هي في اختيار المكان الغير المناسب سواء كان قريب من المنشآت العسكرية أو خطوط الكهرباء أو خطوط الغاز وقد يتم أيضا اختيار مكان بعيد جدا عن مركز الخدمات التي يفضل أن تكون قريبة للجوء إليها عند الظروف السيئة. وإني أؤيد توجه البلدية لأخذ موافقتهم عند رغبة أي مواطن للتخييم، ولكنني اختلف مع البلدية بطريقة عرض القانون التي فهمها المواطن بطريقة سلبية وكأنها غرامة مالية يدفعها مقابل التخييم بالرغم أن هذا المبلغ عبارة عن تأمين يرجع للمواطن بعد التخييم مقابل أن هذا الإجراء يضمن للمواطن سلامة اختيار المكان وسلامة التخلص من المخلفات والتي يرجع فائدتها لكل مواطن وصحته.

كثير من حالات الوفيات التي تحدث في المخيمات تكون بسبب اختناق الأشخاص داخل الخيمة أو بسبب احتراق الخيمة على أصحابها. فحالات الاختناق تحدث بسبب إشعال الدوة داخل الخيمة أو تركها في الخيمة في فترة النوم من غير تهوية فتمتلئ الخيمة بغاز أول أكسيد الكربون السام والذي يخنق الإنسان تدريجيا فيقضي عليه ببطء ومن غير شعور. كما أن دفايات الجاز لها نفس درجة خطورة الدوة. أما حالات الحريق تحدث في المخيمات عادة تكون بسببين أولهما ترك الدوة أو الدفاية مشتعلة وقت النوم فيتم تحريكها بغير قصد فتسبب بالحريق.

أما السبب الثاني الذي يسبب الحريق فهي التوصيلات الكهربائية الخاطئة. فيحذر أن تكون المصابيح ملامسة لقماش الخيمة لأنها معرضة للحرارة العالية وبالتالي قد تسبب الحريق كما يجب استعمال الكابلات المناسبة للأحمال الكهربائية حتى لا تتعرض هذه الكابلات للحرارة وبالتالي انبعاث الحريق. وللوقاية من مخاطر الكهربائية يستحسن وبشدة استعمال لوحة توزيع مناسبة لتمديدات المخيم واستعمال الأجهزة الحماية معها من قواطع مغناطيسية وقواطع تسرب أرضي وغيرها. ويراعي بشدة تقدير حمل المولد الكهربائي المناسب وينصح أيضا عدم تعبئة المولد بالوقود وهو في حالة تشغيل.

كثيرا من الناس يتساهل في توفير طفايات الحريق في مخيمه ولا شك أنها مهمة جدا لتكون خط الوقاية الأول لمكافحة الحريق من بدايته قبل أن يكبر ويصعب التعامل معه. وهناك أنواع مختلفة من طفايات الحريق يعتمد على نوع الحريق سواء كان الحريق كهربائي أو زيوت وسوائل وغيره ولكن هناك نوع واحد من طفايات الحريق يناسب جميع الحرائق وهي طفاية بي سي اف. كما أنني استغرب من بعض أصحاب المخيمات لجرأته في استعمال أسلحة الصيد من غير مبالاة بالأرواح التي حوله من المخيمات المجاورة.

أسوء الحوادث التي تحدث في المخيمات وكثير منها مازال متعلق في ذهني من العام الماضي هي حوادث البقيات التي معظم إصاباتها أبشع من الوفاة ومستشفى الرازي أكبر شاهد عليها. في العام الماضي سمعنا عن مآسي حوادث البقيات فلم تسلم منه العجائز والأطفال ناهيك عن الشباب الذين تخسرهم البلاد. كثير من الناس يصابون بشغف البقيات في موسم التخييم كأنها أحدى الطقوس التي يجب أن تتوفر في المخيم، فلا يكون هناك رادع أو حذر من استعماله كما أن الأعمار مفتوحة لمن أراد أن يجرب ويفرح والعاقبة دائما تكون مأساة وفاة أوإعاقة.

ليست هناك تعليقات: