بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 أكتوبر 2012

الكويت...والنفق المظلم

يحكى أن هناك قرية توجد بها حفرة "مؤذية" كل يوم يسقط فيها واحد من أهل القرية فيصاب ويتم إسعافه للمستشفى، فاحتار أعيان هذه القرية من حال المشاكل التي سببتها لهم هذه الحفرة. فأشار عليهم أحد الوجهاء أن يوقفوا سيارة إسعاف بالقرب منها حتى ينقلون المصابين بسرعة، ولكن لم يعجب هذا "التصور" أحد المسئولين فاقترح ان يبنون مستشفى بالقرب من هذه الحفرة ليكون إسعافهم أسرع!!!..وهكذا توالت الاقتراحات "والدراسات" والتصورات لمعالجة هذه الحفرة. إلى أن توصل صاحب السلطة لحل اعتقدوا أنه "الأبرع" و "الأنجع" في معالجة هذه المشكلة ألا وهو ردمها وبناءها بقرب من المستشفى...اعتقادا منهم أنها الاسرع في توصيل المصابين...والاوفر مالا!!!

هذه الطرفة "المضحكة" لا شك أنها "مبكية" جدا عندما تعكس واقع حياتنا السياسي في معالجته لكثير من الأحداث في بلدنا. عندما ننظر لعلاقة السلطة مع مجلس الأمة، نجدها تتناحر مع أغلبية برلمانية بشكل "عطل" الجو الديمقراطي السياسي. لست هنا منحاز لأشخاص الأغلبية ولكننا نجد من مطالباتهم ما يكشف "عورة" الأداء الحكومي وسوء المنقلب الذي قد يحدث في بلدنا. الحكومة لا تختلف عن حال "سلطة" القرية التي تتدعي أنها تريد النزاهة في البلد وهي تعطل مشروع الاصلاح السياسي التي نادت به الأغلبية، بل سعت الحكومة مرارا وتكرارا التفات على الدستور لتجريح ما يمكن جرحه من التعديلات للدوائر والتصويت كأنها تهدف لتغيير النسيج البرلماني ليتلون حسب أهواءها!!!

الحكومة لم تعجبها الأغلبية التي انتفضت لتطهر البلد من جرح الرشاوي السياسية، كما أنها لم تروق لها الأغلبية التي طالبت بقوانين ردع من "يسب" الذات الهية وذات النبي الكريم وأهله، كما أنها دائما تحذر من خطر الأغلبية التي طالبت بقوانين نبذ الكراهية والحفاظ على الوحدة الوطنية وغيرها كثير!!!

والأغرب من ذلك أن حكومتنا دائما "تتزين" للأمم المتحدة بكثير من المواثيق في حقوق الانسان والتعليم والصحة والمعاقين وفي كثير من المجالات الأخرى. وفي واقع حالها أنها تترنح يمنة ويسرة في تهميش حقوق البدون الاسلامية والانسانية وتذبذب التعليم وتردي الصحة وتخبط التعامل مع أخوانا من ذوي الاحتياجات الخاصة...في أي طريق نسير يا حكومتنا!!! بل متى نرى النور من هذا النفق المظلم الذي مكثنا في طويلا!

ليست هناك تعليقات: