بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 يونيو 2010

الايدز في الكويت

شدّني تصريح الدكتورة هند الشومر، رئيسة مكتب الإيدز في وزارة الصحة، عند مشاركتها في الجلسة الخاصة بمرضى الايدز في المؤتمر السنوي لمنظمة العمل الدولية. وهذه المشاركة هي كالعادة مثل المشاركات الدولية العديدة التي تعرض بلدنا فيه قوانينها وأنشطتها للدول الأخرى والجهات الرقابية العالمية، بالرغم أن واقع بلدنا الفعلي ليس بالبياض الناصع الذي يُعرض للخارج والذي لا شك في أننا نتمنى أن تكمل الحكومة حرصها على تنفيذ القوانين بنفس القدر من مجرد وضعها وعرضها للعالم. والأمثلة كثيرة على الاتفاقيات الدولية التي تحرص دولتنا المشاركة فيها ولكن لا نراها في الواقع ومن هذه الأمثلة اتفاقيات على حماية البيئة واتفاقيات في الحقوق الإنسان وكفالة حرية الرأي وغيرها كثير من بينها أيضا اتفاقية مكافحة الايدز الدولية. واعتقد أن على الحكومة أن تكون أحرص من تلك المنظمات في تطبيق هذه الاتفاقيات لأنها تعود بالنفع على المواطن من الجانب الصحي والمادي والتعليمي والذي بالتالي ينعكس على تطور البلد وحمايته. الجميع يتفق مع الدكتورة في أن دولتنا الحبيبة رائدة في توفير الخدمات المجانية التعليمية والصحية والاجتماعية لجميع المواطنين ومنهم مرضى الايدز ولكن هذا ليس بكافي لمواجهة هذا المرض العتيد الذي تحسب له الدول حساب كبير. فنحن بالكويت ندفع الملايين للعلاج ونغفل درهم الوقاية من هذا المرض. الجانب التوعوي هو الخط الوقاية من هذا المرض وتعزيز الثوابت الأخلاقية الإسلامية السامية لتحجيم انتشار هذا المرض. في الكويت نكتفي بعمل الندوات المتفرقة في المدارس والمناسبات وندّعي أننا سيطرنا على المرض. أنا أعتقد أن مكتب الايدز في وزارة الصحة يحتاج أن يكون أكبر من مجرد مكتب ويصبح مركزا علميا وتوعويا وثقافيا حتى يؤدي دوره المطلوب في حماية مجتمعنا من هذا المرض. نحتاج أن يكون هناك منهجا واضحا من خلال السلك التعليمي على كل مستوياته في المدارس والمعاهد والكليات. وأنه ليدمي قلبي عندما أقابل بعض الشباب المراهقين الذي تتراوح أعمارهم من 14 إلى 18سنة خاصة من ذوي المستوى التعليمي الضعيف وأن يكون أقصى طموحه هو أن ينتظر الفرصة لينخرط في الدورة العسكرية بطموح ليس الطموح العالي في الاحساس بالمسؤولية في خدمة البلد بل بطموح في الاحتفال بالحصول على الراتب والتوجه للدول البراقة بالسياحة السيئة التي اكتمل بريقها بسبب إعلامنا الزائف. هؤلاء الشباب هم الأكثر عرضة للوقوع بمصيدة المرض لاندفاعهم الشديد وقلة محصولهم الثقافي العام. اعتقد أننا بحاجة بوضع منهجية واضحة تضمن لنا بتوصيل وزرع المحاذير في نفوس أبنائنا من هذا المرض بالتدرج في مراحل تعليمهم أو عند انخراطهم في الدورات العسكرية أو عند تعليمهم في المعاهد والكليات الدراسية. التحرج والتهرب عن مناقشة هذا المرض سواء على مستوى الشخصي تجاه اخواننا وابنائنا او على المستوى دولة فانه سيؤدي الى زيادة نسبة الاصابة بهذا المرض لا سمح الله. كم من شخص فرح بحصوله الراتب الاول واحتفل في منكر خارج البلاد وعاش في محنة نفسية جعلته يعيش في رعب يخشى من أن يرزق بولد مصاب بايدز بسببه.

ليست هناك تعليقات: