بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 10 يونيو 2010

الحكومة وفرقتها الراقصة

لقد شهدنا في عصر هذه الحكومة موسم تحطيم الأرقام القياسية في عدد الاستجوابات المقدمة من أعضاء مجلس الأمة تجاهها في فترة قصيرة. وكثرة الاستجوابات تدل على تخبط الحكومة وكبواتها الكثيرة التي سئم منها الصغير قبل الكبير. ويحسب فقط للحكومة أنها وبطرقها الخاصة استطاعت أن تتجاوز جميع الاستجوابات، والتي لو كان بالإمكان عمل استفتاء على المواطنين لوجدنا نتيجتها تختلف عما نراه بالمجلس. استطاعت الحكومة أن تتخطى تلك العقبات، كما أنها ستتخطى عقبات أخرى بالمستقبل الكثيرة، منها قد يكون الضرائب وغيرها، بفضل فئتين مميزتين من النواب في هذا المجلس. الفئة الأولى ثابتة مع الحكومة بجميع نغماتها وقراراتها والعجيب فيها أن الحكومة وفقت بين ندين لا يجتمعون أبداً إلا مع هذه الفئة (لشيعة والسلف) وهذه الفئة إنتاجيتها محدودة لان مواقفها ثابت مع الحكومة لها أسبابها ومبدئها معروف. والفئة الثانية هي مجموعة من النواب تتراقص مواقفها على حسب نغمة الحكومة. وهذه الفئة أشد شراً ليس على الشعب فقط بل على البلد ومستقبله لأننا لا نجد فيهم مبدأ واضح. عندما تكون نغمة الحكومة هينة لينة أو بمعنى أخر أن تمرير قرار معين مضمون (مثل الخصخصة) تجد هذه فئة ترقّص مواقفهم على هذه النغمة ويدغدغوا مشاعر الشعب ضد الحكومة ويصبحون أشد المعارضين، وعندما تكون نغمة الحكومة حادة وشديدة تتغير مواقف هذه الفئة وتتناغم مع نغمة الحكومة متناسية مبادئهم المزيفة وينقلبون على الشعب وقد أصبحت مواقفهم مكشوفة للجميع. جميعنا يفتخر بالديمقراطية التي تنعم به بلدنا التي رفعت من شأننا من زمن بعيد، ولكن إساءة استعمال هذه الديمقراطية جعلتنا نعاني باللحاق بالدول المجاورة لنا. في هذه المرحلة يجب أن نقيّم اختيارنا الديمقراطي ونتائجه حتى نمحي هذه الجراح ونداويها. وكل مرة نعتقد أن مجلس الأمة تحسّن بالوجوه البناءة، فنتفاجأ بمن يحمل هذا المعول ويصبح البادئ بالهدم.

ليست هناك تعليقات: