بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 أبريل 2012

ديناميت التكويت

من أكبرالتحديات التي تواجهها حكومات الدول المتقدمة هي قضية الفرص الوظيفية لمواطنيها. فتسعى هذه الحكومات بخلق الفرص الوظيفية بشكل متجدد بما يناسب خططها التنموية،وعندها تسخر مؤسساتها الحكومية وقطاعها الخاص للاستفادة من الثروة البشرية. وتنتفض حينها المؤسسات التعليمية لتتنافس في تأهيلهم بأفضل الطرق والوسائل وبذلك تحافظ هذه الدول على نسق تقدمها وتطورها. وتلجأ أيضا باقتناص الكفاءات العلمية والرياضية الأجنبية لتضيف خبرات جديدة ولتجدد معدلات حيوية الشباب التي تنضب فيها بسبب الأعراف الاجتماعية المخالفة للفطرة وللقيم الإسلامية!!.. وهذه القضية كفيلة أن تسقط هذه الحكومات إن لم تعالجها بالشكل المطلوب.

ونلاحظ في بلدنا الحبيبة ينشأ الطالب بتهاون المؤسسات التعليمية وتذبذب منهجيتها بتذبذب الحكومات لترسخ في نفوس الطلبة هوان التعليم، فينتشر الفساد سواء في التعليم العام أوالمسائي وغيره. وبعدها يكمل معظم الطلبة مسيرتهم التعليمية سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة في مجالات معظمها لا يتوافق مع الاحتياجات الوظيفية في القطاع الحكومي أو الخاص. والأدهى من ذلك وأمر أن المواطن يعين بعدها في مؤسسات معظمها تقليدية منذ سنوات لم تتحدث أو تتطور مع امتلائها بالفساد الاداري لا تعترف بالعدالة ولا تلتزم بمبدأ الحوافز للكفاءة والعقوبة للمقصر. مؤسسات لا يهمها امتلاء موظفيها لتخلق جيلا من البطانة المقنعة، يدينون الفضل فيها لكثير من مسئولين المعاملات الذين يطمحون لتكسبات سياسية!!!

الشجون كثيرة والآلام كبيرة والآمال شبه مفقودة إن لم يتم الالتفات بالثروة البشرية التي تملكهابلدنا من الناشئة والشباب. ثروة تحسدنا عليها دول الغرب العواجيز. عندما نزرع شباب معتاد على التوكل والعشوائية وتعليم متذبذب ومؤسسات فاسدة، فإننا بالتأكيد سنحصد جيلا لن يتحمل مسئولياته بالطريقة السليمة المهنية والتي ستكلفنا الكثير، صعب تعويضه. وإذا نظرنا لحال وزارة الصحة كمثال لا للحصر، فنجد اداراتها المركزية تفتقد للديناميكية لقلة مشاريعها الجديدة من مستشفيات ومراكز وغيرها. معظم أعمالها صيانة ومشاريع مكررة من نماذج محدودة!!!...ونجد مستشفياتها مليئة بموظفي العلاقات العامة والاستقبال والملفات وغيرها معظمهم بعيدون عن المهنية، معتادين على النظام الاداري الرتيب الفاسد، لتنتشر الفوضى والاشمئزاز في المستشفيات والمراكز. وإن وصلت هذه الحالة السلبية إلى الكادر الطبي والتمريضي وإحلال الكفاءات الاجنبية بالكوادر السلبية، فإن وبكل تأكيد ستنفجر ديناميت التكويت لتخلف خسائر لا تحمد عقباها. 

ليست هناك تعليقات: