بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 31 مارس 2012

مواجهة النفايات الإلكترونية، ضرورة أم إستثمار؟!

تعتبر النفايات الإلكترونية واحدة من أسرع أنواع النفايات الخطيرة نمواً وزيادة في العالم.والتطور التقني في مجال الكهرباء والالكترونيات فاق كل التوقعات من ناحية الإنتاج والابتكار، والذي جعلت حياة الإنسان أسيرة للأجهزة الالكترونية من الهواتف النقالة وكمبيوترات وأجهزة تلفاز وغيرها، مما جعل الإنسان يبحث عن ما هو جديد وحديث. وبسبب هذه النهضة، لا بد أن ينتج منها انتهاء العمر الافتراضي للأجهزة القديمة وبالتالي لوحظفي العالم زيادة تراكم نفاياتها وبشكل كبير حتى ظهرت آثارها على البيئة وعلى صحةالإنسان.

وفي دراسة احصائية أجريتها من خلال استبيان الالكتروني لأكثر من 100 مشترك، لنتعرف على عدة نقاط أولها مدى استشعار المواطن بزيادة النفايات الالكترونية. ومعرفة مدى الممارسات السلبية التي يقوم بها المواطن بإلقاء الاجهزة بالحاويات العامة. ومعرفة مدى وعي المواطن بخطورة هذه النفايات الصحية والبيئية. ومعرفة مدى تعاون الجهات الحكومية التعاون مع المواطن في التخلص من النفايات الالكترونية. ومعرفة مدى رضى المواطن بالخدمات ما بعد البيع من الشركات للتخلص من الأجهزة المستعملة. ومعرفة مدى شعور المواطن بأهمية التعامل الحسن للنفايات من قبل الحكومة. ومعرفة أخيرا مدى رغبة المواطن بالتعاون مع الحكومة بإتباع استراتيجيتها ان وجدت لمواجهة النفايات.

وأثبتت النتائج أن 92% من المشتركين يشعرون بزيادة ملحوظة للنفايات الالكترونية. و 80% منهم من يقوم بالممارسة السلبية بإلقاء الجهاز في الحاويات العامة. وتبين أن 70% منالمشتركين من يعي خطورة هذه النفايات البيئية والصحية. و 97% من المشتركين غير راضين عن الأداء الحكومي باتجاه النفايات الالكترونية وأن 70% منهم غير راضين عن الحوافز التي تقدمها الشركات ما بعد البيع للتخلص من الاجهزة القديمة. ومن النتائج المهمة هو أن 89% من المشتركين يشعرون بالأهمية التي يجب أن تناط لهذه النفايات من قبل الحكومة والشعب وأن 93% منهم يرغبون في المساهمة مع الحكومة في التخلص من هذه النفايات بالطريقة السليمة.

وتكمن أهمية التعامل مع النفايات الالكترونية في خطرها البيئي والصحي. تحتوى الأجهزة الالكترونية على أكثر من ألف مادة مختلفة معظمها سامة. ويعتبر الزئبق والرصاص والكادميومو أنبوب أشعة الكاثود وسي اف سي والفوسفور وغيرهم من أخطر المواد على صحة الانسان سواء كانت مباشرة باللمس والاستنشاق أو من خلال تسربها في التربة وتفاعلها مع النباتات والمياه الجوفية. ولا تكمن أهمية النفايات الالكترونية في خطرها الصحي والبيئي، بل أن الجهاز الالكتروني الواحد يتكون من عدة مواد مختلفة البعض منها يتكون من معادن ثمينة وعناصر ممكن الاستفادة منها. أثبتت إحدى الدراسات في الولايات المتحدة ان في عام واحد استطاعت استخلاص طن ونص من المعادن الثمينة، و4500 طن من ألمنيوم و 4600 طن من النحاس. وعندما نعلم أن الطن يساوي ألف كيلو فإننا نلاحظ الثروة المادية التي تجنيها الولايات من التعامل السليم مع النفايات الالكترونية. وفي الدراسة القادمة، سنتعرف على أفضل الطرق وآليات في التعامل مع هذه النفايات المتجددة.

ليست هناك تعليقات: