بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 مارس 2012

جرح الكويت

استمر النزيف من جروح بلدنا الحبيبة من كثر الطعنات والتشققات في لحمتها منذ فترة ليست بالقصيرة. لقد عانينا كثيرا من الأصوات الشاذة التي ضربت بالوحدة الوطنية بين حضري وبدوي وبين داخل السور وخارجه. وتذبذب القانون وفشل في احتواء هذا النهج جعل جرح الوطنية عميقا جدا، شهدنا نتائجه في الانتخابات الماضية.
وامتد هذا الجرح ليشمل الفرقة بين السنة والشيعة. قد تكون هذه الجروح أوراق سياسية يشعل منها أهل السياسة ناراً ليطبخوا منها قوتهم ومصالحهم، ولم يعوا يوماً أن نارها قد تأكل خضر البلد ويابسها إن لم يعالجوها. الكل يعلم بالفوارق العقدية بين السنة والشيعة، ولكن في السابق، قيمة المواطنة كانت تفرض على الجميع احترام الآخر وجعلت حرية الفرد تتوقف عند اصطدامها بحقوق الفرد الآخر.
الانفجار الذي حصل في ما كتبه محمد المليفي، ما هو إلا نتيجة تراكمات زلات طائفية من بعض متطرفي الشيعة منهم عبدالحميد دشتي. أنا لا ألتمس العذر للمليفي على ما كتب، ولكني أعتب عليه في بعض النصوص التي عكرت عليه الغاية من مقالته في تحليل تفوق الدويسان في الانتخابات.
والقانون كفيل أن ينظر ويحكم على المليفي بعيدا عن التأجيج والإثارة المتلونة التي ارتفعت فيها الأصوات الغريبة تضرب يمينا وشمالا.
تتأزم الأمور عندنا لأننا نملك قانون ينقض أولا على ردود الأفعال ويترك مسببات الفعل الأصلية ولذلك تنكبت المشاعر وتنشحن النفوس. عندما يترك الجويهل طليقا، ويستمر دشتي بخطاباته العدائية داخليا وخارجيا، فإن ذلك حتماً سيعمق جراح الوطن. إن الشعب يصبح مجروح وفوضوي، عندما يشعر بخفوت نور العدل وغياب القانون وتلوّن القضاء.



ليست هناك تعليقات: