بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 يوليو 2010

مساجد الكويت الحديثة .... تئن

لسان حال الكثير من المساجد الحديثة في الكويت والتي تُنشأ في المناطق السكنية الحديثة يقول حرام ضياع المال العام عليّ بهذه الطريقة.... حيث يلاحظ أي شخص يسكن في أحد المناطق السكنية الحديثة بهدم وترميم مسجد المنطقة الحديث بعد سنة أو سنتين من إنشائه. ولا شك أن هذا الإجراء يسبب الكثير من المشاكل والمضايقة للمصلين كما أنه يدل على أن هناك خلل فظيع في عملية التنسيق بين جهات الدولة أدى إلى بناء ثم هدم ثم بناء مسجد في غضون أيام معدودة!!!

ونطرح هذا الموضوع لنقيس عليه الكثير من مشاريع الدولة التي يتم استهلاك ونفاذ من المال العام بطرق غريبة وعجيبة بالرغم أننا نستطيع أن نبني مشاريع يماثلها أو أحسن منها لتكن نموذج مناقشتنا....

فكوننا أشخاص من عامة الناس يحق لنا أن نشعر أن ارتكاب هذه المأساة قد يكون سببها جهل المسئولين بها أو التهاون واللامبالاة بالمال العام المهدور وبراحة المصلين أو قد يكون السبب الأخير هو تنفيع أو بأسلوب أفضل تساهل مع الشركات المنفذة لهذه المساجد.

إن كان المسئولين يجهلون بما يحصل بمساجدنا الحديثة فإنها مصيبة عظيمة بعظمة مأساة المساجد. ونتمنى أن يستفيقوا لها حتى لا تتكرر في المناطق القادمة. حيث اتضح لنا أن المؤسسة العامة للرعاية السكنية تنفذ المساجد بتصاميم قديمة يختلف عما هو عليه معتمد في وزارة الأوقاف. وعندما تنتهي المؤسسة من انجاز المسجد بتصميمه القديم وتسلمه لوزارة الأوقاف والتي لا يناسبها التصميم القديم فتقوم بترميم المسجد لتخرجه بالتصميم الحديث.

وللأسف هذه الحادثة أصبحت ظاهرة لدرجة أن الطفل الصغير يلاحظها ومغتاظ منها فما بالك إن كان المسئولين يجهلونها!!!... لذلك يّعتقد للأرجح أنهم لا يجهلونها ولكنهم متهاونين في بحث وحل هذه المسألة. وهذا التهاون يعتبر جريمة في التقصير التي يجب أن يتحاسب عليها المسئول لو كنا في دول متقدمة والتي أرجوا أن نشعر بها بالكويت.

وتمنيت أن أوجه لهذا المسئول هذا التساؤل لو كان هذا الحال لبيته، بحيث يُبنى بتصميم ومن ثم يُرمم بعدها بسنة وكل هذا بماله الخاص هل سيرضاها لنفسه؟؟ وبالتالي فما بالنا ببيت الله ومن مال العام!!
ومن الأسباب المرجحة التي قد تفند السببين الأولين هو أن هناك تنفيع أو تساهل لصالح الشركات المنفذة على حساب مصلحة الوطن. بمعنى أن وزارة الأوقاف قامت بدورها بتزويد التصاميم الحديثة للمساجد إلى المؤسسة العامة للرعاية السكنية، ولكن المؤسسة ولظروف مناقصاتها رضت بسبب أو بآخر بالانصياع لمصالح الشركات لتنفذ المساجد القديمة بتكلفتها تجاهلا الرغبة في التصاميم الحديثة ليتركوها لمقاول وزارة الأوقاف ليقوم بتحديثها.....

وكأننا في هذه الحالة نملك وزارة الاوقاف من دولة والرعاية السكنية من دولة أخرى.... ولا شك أن في هذه الحالة كلفت الدولة الضعف كان من الممكن بناء مسجدين بدلا من بناء مسجد ثم ترميمه!!!!
ولو نظر كل واحد منا من حوله لوجد هذه الحالة مطبقة على شكل مقارب بما نراه لهذه المساجد.

ولكن السؤال إلى متى ونرى هذا النزيف؟.......... ومتى نصبح تنمويين؟

ليست هناك تعليقات: