بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

قصيدة للشاعر غازي القصيبي رحمه الله ... يرثي نفسه



قصيدة «أغالب الليل الحزين» للراحل غازي القصيبي والتي يرثي فيها نفسه قبل وفاته رحمه الله، والأجمل من القصيدة هي رجوعه الى الله والتي وضحت من خلال كلماتها توبته نسأل الله له الرحمة والمغفرة كما نسأل من يدعي التحرر التمعن بهذا العقل والمصير. ونتركم مع القصيدة:



أغالب الليل الحزين الطويل


أغالب الداء المقيم الوبيل



***

أغالب الآلام مهما طغت

بحسبي الله ونعم الوكيل



***

فحسبي الله قبيل الشروق

وحسبي الله بعيد الأصيل



***

وحسبي الله إذا رضني

بصدره المشؤوم همي الثقيل



***

وحسبي الله إذا أسبلت

دموعها عين الفقير العليل



***

يا رب أنت المرتجى سيدي

أنر لخطوتي سواء السبيل



***

قضيت عمري تائها، ها أنا

أعود إذ لم يبق إلا القليل



***

الله يدري أنني مؤمن

في عمق قلبي رهبة للجليل



***

مهما طغى القبح يظل الهدى

كالطود يختال بوجه جميل



***

أنا الشريد اليوم يا سيدي

فاغفر أيا رب لعبد ذليل



***

ذرفت أمس دمعتي توبة

ولم تزل على خدودي تسيل



***

يا ليتني ما زلت طفلا وفي

عيني مازال جمال النخيل



***

أرتل القرآن يا ليتني

ما زلت طفلا.. في الإهاب النحيل



***

على جبين الحب في مخدعي

يؤزني في الليل صوت الخليل



***

هديل بنتي مثل نور الضحى

أسمع فيها هدهدات العويل



***

تقول يا بابا تريث فلا

أقول إلا سامحيني.. هديل



**************************



وهذه قصيدة أخرى نسبت لشاعر القصيبي تقول:





القصيدة أسمها : حديقة الغروب



خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟





أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟





أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ





والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ





بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري



***



أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري





أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري





منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري





ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري





إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار





وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري





وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ



***



وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ





ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ





هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ





الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ





لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري





وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ



***



ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري





تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري





إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري





وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري





***



يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري





وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري





أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟

ليست هناك تعليقات: