بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

المجتمع الغربي والزاوية المستقيمة

أعجبتني قصة سمعتها في أحد البرامج الإذاعية عن الموسوعة المتنوعة والتي ذكر فيها عن بعض خصال أهل المنطقة الطيبة التي تسكن في أحد المجتمعات الغربية الغير مسلمة. أحد المواقف الجميلة التي سمعتها هي عندما ذهب شخصان إلى مطعم ليستمتعان بشرب القهوة، فعزم أحدهما أن يدفع الحساب ولما جاء الجرسون فطلب منه فنجانان من القهوة وفنجان قهوة ثالث على الحائط. فقدم الجرسون فنجانان للقهوة لهما وسجل ورقة عن القهوة الثالثة وعلقها على الحائط. وفي فترة أخرى جاء رجل بمفرده إلى نفس المطعم وطلب من الجرسون أن يحضر له وجبة عشاء ويترك وجبة عشاء أخرى على الحائط، فقام الجرسون بإحضار وجبة العشاء للرجل كما أنه سجل ورقة عن وجبة عشاء ثانية وعلقها على الحائط بجانب الورقة الاولى.
 
فأخذ هذا المشهد يتكرر في هذا المطعم بتعليق أوراق على الحائط. وفي أحيان أخرى يأتي إلى نفس المطعم شخص يبدو من مظهره الفقر والحاجة ويكون مشتهي فنجان من القهوة فيطلب من الجرسون فنجان من القهوة المعلقة على الحائط فيلبي الجرسون طلبه ويقدم له القهوة مجانا والتي قد دفعها أشخاص لا يعرفهم ولكنهم أحبوا أن يسدوا حاجة إخوانهم المحتاجين في منطقتهم. ويأتي شخص آخر فقير إلى المطعم ويطلب من الجرسون وجبة عشاء من الحائط ليسد جوعه فيلبي الجرسون طلبه ويحضر له وجبة العشاء بكل سعادة ما دام أنها متوفرة على الحائط. من هذه القصة الجميلة نستخلص الكثير من العبر المليئة بالقيم الإنسانية النبيلة التي حثنا عليها ديننا الإسلام ونرى قوم غير مسلمين يقدمون أروع الأمثلة في تنفيذها في زمان نكاد نحن المسلمين نبتعد عنها.
 
نجد في هذه القصة تقديم صدقة للمحتاج من غير منِّ ولا أذى في وقت نرى الواقع الكويتي يتعسف بالقوانين على المواطن وعلى إخواننا البدون لنرى حالات من التعفف والفقر ينتشر في جسد مجتمعنا الكويتي. ومن العبر التي نراها في هذه القصة هي أمانة المطعم والعاملين فيه من جرسون وغيره والتي حملوا أمانة نبيلة لتكون حلقة وصل بين الغني الفقير وهذا يبدو عكس الانطباع الذي نشعر به تجاه مطاعمنا وجراسينهم الذي همهم الوحيد هو الربح ولا يهمهم صحة المواطن ولا همهم إطعام الفقير.
 
ومن العبر التي نستفيد منها من هذه القصة هي أن نقتبس من الغرب كل ما هو حميد ومفيد لمجتمعنا سواء كان في بناء مجتمع مترابط أو في مجال العلم والتكنولوجيا ولا أن ندّعي بالاقتداء بالغرب في عاداتهم السيئة والانحلال الأخلاقي الذي هم يشتكون منه ويسعون للمحاولة للقضاء عليه.

ليست هناك تعليقات: