بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

الخلية ومعصومة

أساءني ما أساء كل إخواني المواطنين عن الأخبار المتتالية التي حدثت في بلدنا الحبيب. وكأننا في أزمة شديدة. إنها فعلا أزمة إذا لم نحسن التعامل مع هذه الأخبار من ناحية الشعب أو المسئولين. الخبر الأول الذي فاجئنا هو القبض على عدد من الشباب الذين يحاولون تنفيذ عمل إجرامي في منشاة حكومية للاعتداء على جنود دولة صديقة. الكل مستغرب من هذا الفكر الذي دائما يرتبط بتنظيم القاعدة بأنه لا يزال موجود بالكويت. أن المجتمع الكويتي لا يبارك هذه الأفعال التي تجر البلاد إلى عدم الاستقرار. لقد تم القبض عليهم وجاري التحقيق معهم، فارجوا من الجميع أن لا يسيل الكثير من الاتهامات والقذف إلى أي احد ونترك القانون يأخذ مجراه ونراعي مشاعر أهلنا أهل الشباب وكلنا في هذا البلد أهل وإخوان. وارجوا من إخواننا أهل القانون أن يمزجوا الحزم والشدة مع التعامل الواعي الناصح لإخواننا الشباب. انه من الظلم أن نستبق الأحداث ونتهمهم بأفظع التهم وأشدها حيث أن القانون قد يثبت إدانتهم وقد يثبت القانون براءتهم. كما ارجوا أن يكون هناك تعامل خاص معهم في حالة إثبات التهم عليهم. أكيد أنني لا اقصد بالتعامل الخاص أن يكون هو التعذيب والتنكيل وسوء المصير. لكنني اقصد التعامل الخاص من أب إلى ابنه. هؤلاء الشباب بحاجة للكثير من المحاورة والتأهيل للرجوع إلى أنفسهم ومجتمعهم. لا شك أن معاملتهم كمجرمين كبار من البداية سيزيد الفجوة بينهم وبين المجتمع في حالة عدم إثبات التهم بهم أو على الأقل ببعضهم. وذلك سيكون له اثر سلبي تجاه القليل الذي قد لا يزال يتفقون مع هذا الفكر والذي سيكون في وجهة نظرهم أنه ضلال ويجب مقاومته والتخلص منه. نعم أنا اتفق على إنشاء مركز تأهيلي لإخواننا الذين التبست عليهم بعض الأمور لأننا لا نشك في حبهم لهذا البلد ولأهلهم وبالتالي نتغلب على هذا الفكر بفكر واعي وسليم. وأوجه نداء إلى ثوابت الشيعة ألا يصطادوا في الماء العكر ويستغلون هذه الحادثة بتعميم وتكبير هذا الفكر ليشمل كل من يختلف معهم. وان وزارة الداخلية تعرف إجراءاتها وتعرف من كان فقعا ومن كان غير ذلك حتى نحافظ على وحدتنا الوطنية. الخبر الثاني الذي حدث هو وصول رسالة من مجهول للدكتورة معصومة المبارك النائبة في مجلس الأمة. مهما كان فحوى الرسالة كان من الممكن تقليص الضجة الإعلامية بالاكتفاء بالبلاغ الرسمي الذي سيأخذ مجراه ويعطي كل ذي حق حقه. أنا ضد التهجم على أي شخص مهما كان مذهبه أو دينه أو جنسيته ما دام هذا الشخص يقوم بدوره بعيدا عن التجاوزات والممارسات الخاطئة ومن غير دليل. ورأينا البعض من النواب أججوا الموضوع ونادوا بصوتهم العالي كأنهم فرحى بما أصاب زميلتهم بحجة انه يعيد ما ذكر بالرسالة مرارا وتكرارا. وأتمنى أن أجد جوابا ايجابيا عن ماذا يفيد بذكر ما ورد بالرسالة؟ في وجهة نظري أن تفاصيل الرسالة تسيء لنا في وحدتنا وتفيد فقط من أرسلها وبالتالي هذا التكرار حقق أهداف صاحب الرسالة الكاملة. فكلا الحالتين أصبحتا أزمتان لأنهما وجدتا البيئة المشجعة لنموهما وهي الإعلام المندفع وأشخاص اخذوا مهام المسئولين وأصحاب القرار وصرحوا بما لا يغفر له فجعلوا اقل الأشياء تهز الأرض التي من تحتنا. فعلينا الاستناد بمظلة القانون مطعمين بمشاعر الأخوة والمحبة الدائمة بيننا لنملك صفة الشعب الواحد لا تفرقه فرقاعة هنا وفرقاعة هناك حتى نظل متماسكين ومتلاحمين على هذه الأرض المباركة. م. سالم محسن العجمي

ليست هناك تعليقات: