بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

وزير البلدية ومخلفات منزله الالكترونية

كثير من رواد الشبكة العنكبوتية امتلكوا أنواع مختلفة من الحاسب الآلي. ولسان حال الكثيرين يقول .. الله يذكر بالخير شاشة الكمبيوتر القديمة التي نادرا نراها في وقتنا الحالي ونكاد فقط نراها في محلات طباعة البحوث والتقارير للطلبة! ... كما أن كثيرا من الأشخاص يستبدلون جهاز اللاب توب كل سنة تقريبا للتطور السريع في الأجهزة الالكترونية والمواصفات الحديثة التي تطرأ دوما على الثورة الالكترونية. والحال أيضا ينطبق على الأجهزة الالكترونية الأخرى من هواتف نقالة ورسيفرات وغيرها. ولكن السؤال الذي يجب أن يُطرح... أين المصير الأخير لهذه الأجهزة؟ ... ولو نظرنا في عدد اللمبات التي يغيرها أي صاحب منزل شهرياً لوجدناها بالعشرات ... فأين هو مصيرها الأخير! ... فأتمنى ألا يكون مكانها سلة المهملات مع بقايا مخلفات المنزل لأن آثار هذا الفعل جدا خطيرة. كثير من منتجات الكهربائية والالكترونية يوجد بها تحذير بعدم وضعها بسلة المهملات مثل البطاريات وغيرها، ولكن لم تقم الدولة ولا الشركات بتوجيه شعبنا في كيفية التخلص من هذه الأجهزة فما هي إذاً الفائدة من التحذير إلا إذا كان همهم الوحيد إخلاء المسؤولية القانونية التجارية فقط من غير الاهتمام بصحة وسلامة المواطنين. وأكيد أن وزير البلدية هو أحرص الناس على التخلص السليم من هذه الأجهزة وأكيد أنه يتخلص منها في منزله بطريقة سليمة ولا يضعها في سلة المهملات، ولكن أعتب عليه على العتمة السائدة في التعامل مع الممارسات الخاطئة الشائعة تجاه المخلفات الالكترونية في بلدنا. كثير من الدول المتقدمة والنامية قدّرت خطورة هذه المخلفات تجاه صحة الإنسان فتبنّت مشاريع تنفيذية وتوعوية للقضاء على هذه المخلفات بطريقة سليمة. اهتمام هذه الدول بخطورة المخلفات الالكترونية ناجم عن اهتمامهم بالعنصر البشري الذي يعتبر أساس نهضة البلاد، وبذلك يكون أحد الاستثمارات الناجحة الحقيقية التي يجب أن تحرص عليه بلدنا. تثقيف المواطن ومساهمة الدولة مع الشركات في التخلص من هذه المخلفات يحمي الناس من أمراض خطيرة منها ما يصيب الكلى والقلب والجهاز العصبي وغيره والتي يكلف البلاد الكثير من العلاج كما أنه يكلف البلد من مجهود أبنائه في تطور البلد. مثلا لو نظرنا إلى شاشة الكمبيوتر القديمة والتي تحتوي على أنبوبة أشعة الكاثود والتي لو تخلصنا منها في أماكن الردم العامة فإنها تنشر كيلوين ونص من مادة الرصاص لو استنشقها الإنسان لتسببت فيه أمراض عدة أخطرها في الجهاز العصبي والكلى. كما أنها تحتوي على مادة الفسفور الذي يسبب أمراضا خطرة في الكبد والرئتين وغيرها من المواد الأخرى الضارة. وذلك كله في شاشة واحدة فما بالكم بالأجهزة الأخرى وكمياتها. فلا نستغرب من انتشار الأمراض المزمنة بيننا ولا نستغرب من التشوهات والإعاقات الجديدة بين أفراد المجتمع، فلا شك أن أحد أسبابها هي هذه الممارسات السيئة. والناظر في طريقة تعامل البلدية مع المخلفات يجدها طريقة قديمة لم تتغير من عشرات السنين إلا اللهم في وقت تجميع المخلفات وعددها. تتعامل البلدية مع المخلفات كأن هناك فقط نوع واحد من المخلفات ويتم تجميعها بطريقة شبه عشوائية بعمالة بسيطة تشوه عمل النظافة بأسلوبهم السيئ في فرز ونثر القمامة والغوص فيها لاستخراج العلب المعدنية وغيرها لكسب الاوفر تايم الخارجي من غير مراعاة للذوق العام والصحة العامة. وأعتقد أن البلدية قادرة على التعامل مع هذه المخلفات بشكل أفضل والاستفادة من الدول الأخرى بحيث تبدأ أولا بتوسعة وتطوير إدارة النظافة بأشخاص متخصصين وان تشمل مركز يتابع الأبحاث الجديدة في هذا المجال وينشر الوعي للمواطنين ويثقفهم بأهمية التزامهم بفرز المخلفات لسهولة تجميعها من قبل البلدية وعلى الجميع أن يعي أن مصلحتنا وصحتنا واحدة لنتكاتف في تحقيقها. كثير من الدول خصصت سلال مختلفة ألوان والعلامات توضح نوع المخلفات التي توضع فيها، والتي أتمنى أن يبادر الشعب بنفسه بفرز المخلفات المنزلية إلى أن تصحو حكومتنا في تطبيقه.

ليست هناك تعليقات: