بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

العقبة المجلس أو الحكومة

أصبح الشعب الكويتي في الآونة الأخيرة منقسم إلى ثلاثة فئات، اثنتان منهم في تشدد متصاعد. الفئة الأولى تؤيد الحكومة وتصف المجلس بأنه أساس التأزيم ومعطل للتنمية ومتخلف، والفئة الثانية تؤيد المجلس وتجد أن الحكومة غير مؤهلة لإدارة شؤون البلد ومنتهية الصلاحية. والفئة الثالثة هي الفئة التي تبحث عن الهدوء الظاهري ولا تحرص على النظر إلى ما هو أسفل قدميها ما دام أنها قادرة على الوقوف، ولا تهتم أن كانت تقف في وسط حديقة جميلة أو كانت تقف في وسط بيئة سيئة. إنها دائما تبتعد عن هذه الصراعات بالرغم أن الفئتين السابقتين يتصارعان لكسب نفوذ من هذه الفئة الوسطية. فشعرنا من تلك المواجهات المتكررة في بلدنا كأننا نعيش في حرب بين جهتين لا يهتمان بعواقب الحروب على الشعب. بالرغم أننا نعيش في بلد أنعم الله عليه بنعم كثيرة لا تحصى تجعلنا نملك جميع مقومات النجاح والازدهار إلا أننا نجد أنفسنا متعطلين في التنمية. يتحمل الجميع هذا التعطيل سواء كانت حكومة أو مجلس أو الشعب. على حكومتنا الحبيبة أن تبرهن ادعاءاتها بالإصلاح بأفعال تظهر إلى الواقع وتثبت براءتها من التجاوزات الكثيرة التي حدثت آخرها الشيك الصاعق والذي أصبحت مصيبته شلون تسرب الشيك من غير الاهتمام بتوضيح أسباب وجوده أصلا وتوقيته. أنا أتفق على حرية كل شخص في ماله الخاص ولكن رئيس الحكومة في منصب شخصية عامة تتولى القيادة العليا في البلد تجعله معرضا للنقد البناء. وأعتقد أن النائب فيصل المسلم كان من الممكن أن يسلط الضوء على الموضوع بطريقة أخرى بعيدة عن الاستفزاز ليتم التعامل معه بطريقة عقلانية. فنحن نحتاج أن نشعر أن حكومتنا هي أحرص من الجميع في مصلحة البلد تطبق القانون على الجميع وتعاقب المتجاوزين والمرتشين وتقدم المشاريع التنموية بأسلوب حضاري رفيع لأننا كثير من الأحيان نطبق على الحكومة المثل الذي يقول ..«اسمع كلامك أصدقك ... أشوف أفعالك استغرب». وفي نفس الوقت نتمنى من مجلسنا الموقر أن يبتعد عن أسلوب التجريح في الانتقاد وأن لا يبرز القضايا لمكاسب شخصية ويوحدوا صفوفهم في الصالح العام وأن يعينوا الحكومة في الخطط التنموية ويؤدوا دورهم الرقابي بأسلوب حضاري، وأن لا يتصيدوا على بعضهم البعض. وعلى شعبنا الكويتي الذي جُبل على الديمقراطية أن يتمسك بها مهما يحدث في قاعة الشيخ عبدالله السالم، لنساهم بديمقراطيتنا بجعل مجلسنا البرلماني حرا ومثقفا وذو كفاءة. وليتيقن المواطن الكويتي بأنه إذا أصلح نفسه سواء كان في علمه وممارساته الشخصية وحتى في وظيفته وتنمية أسرته فإنه سيساهم بشكل مباشر في تشكيل نواة الصلاح في البلد.

ليست هناك تعليقات: