بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

أنفلونزا الخنازير والحقيقة المرة

لا شك أن كلمة الخنزير ارتبطت بشكل وثيق بالقذارة أجلكم الله وارتبطت بكل ما هو مقزز لدي الشعب المسلم عامة والشعب الكويتي خاصة. والاسم الحقيقي للمرض والمتداول في معظم أنحاء العالم هو إتش ون إن ون. والذي استشعرت به أنا وغيري ممن زار البلدان الأوروبية وأمريكا خلال الفترة الماضية يجد أن تعامل تلك البلاد مع المرض بطريقة سلسلة وسهلة وليس مخيفة ومرعبة كما هو الحال في بلدنا. لقد شدني تصريح وزير الصحة الأسبوع الماضي أن المرض وصل لمرحلة حرجة وان البلد سوف تشهد ازدياد في الإصابات. واستنجد الوزير بطريقة غير مباشرة بوعي المواطن حتى يساهم في وقاية نفسه قدر المستطاع والمساهمة في عدم نشر المرض لغيره عند إصابته للمرض وذلك بالانعزال لفترة محدودة حتى الشفاء. ويا ليت الوزير انتبه للحقيقة المرة التي اعتقد أنها سببت الارتباك وقد تستمر في تضخيم المشكلة. الحقيقة المرة هي استمرار ربط اسم الخنزير بالمرض. والمفترض من وجهة نظري أن يجب التعميم لوسائل الإعلام والى وزارة الصحة بإعطاء الاسم المريح للمرض وهو إتش ون إن ون كما هو الحال في الدول الأخرى. إذا كان وزيرنا الكريم يراهن على وعي المواطن فهنا أشرح له ما يعيشه بعض المواطنين ونفسيتهم عندما يكتشف ببداية حمى وارتفاع الحرارة. تجد هذا المريض يرتبك ويشعر بالأسى الشديد وذلك ليس بسبب الخوف من الحرارة بقدر ما هو خايف من يكتشف حقيقة إطلاق مرض الخنزير عليه. فتجده لا يسارع للفحص لعل وعسى تكون حرارة خفيفة وتعدي، فتراه يطمس رأسه لفترة التي خلالها تجده يحتك ويخالط أهله ومجتمعه ولا يدري أن هذا له عواقب كبيرة في زيادة انتشار المرض. الكثير من الناس يعلم أن فيروس إتش ون إن ون يسبب أعراض مشابهه للأنفلونزا العادية ولكن خطورته الوحيدة هو المكابرة في عدم العلاج بأسرع وقت كما ارتفاع الحرارة المستمر وبشكل عام سواء بسبب إتش ون إن ون أو غيرها مقلقلة على الأطفال وكبار السن وعلى الأشخاص المصابين بالأمراض الأخرى. فهنا أنادي كافة وسائل الإعلام وجميع الجهات بتوحيد المسمى على المرض ليكون الاسم العلمي له 'إتش ون إن ون' ونطمئن شعبنا ونوعيهم بأن الأمر يمكننا تجاوزه عندما نتكاتف ونملك الأمانة لأهلنا ولبلدنا عند الإحساس بالأعراض الأولية لهذا المرض بأن نسارع بإتباع الإجراءات المطلوبة. وتكون أول الخطوات هو اللجوء لأقرب مستشفى أو اللجوء للمستشفى المختص، الأمراض السارية، لإجراء الفحوصات المطلوبة وبعدها إذا تأكدت الإصابة فعلى المواطن الأمين أن يلزم غرفته لفترة علاجه إلى أن يتحسن كليا. بعض المصابين للأسف لا يلتزم منزله خاصة بعد ما يشعر بقليل من التحسن فتجده يخالط الناس في المناسبات والديوانيات وفي الأماكن العامة. فأرجوا أن لا نكون أنانيين بعدم الاهتمام بالآخرين بهذه المخالطة وانتشار المرض بينهم. وان نكون على قدر المسؤولية للحفاظ على أمن بلدنا الصحي. وبذلك اعتقد أننا نستطيع أن نتغلب على حقيقة المرض المرة.

ليست هناك تعليقات: