بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

شقاوة الحكومة

انشغل الوسط السياسي في أزمات متكررة تصيب كل من يتابعها بأمراض مستعصية من الكدر النفسي والقلق الذهني. هذه الأزمات تعددت أسبابها ولكنها اتفقت في تعطل التنمية وانشغال البلد في دوامة الأعاصير لا تعرف وجهتها إلا في لحظات الإعصار الأخيرة قبل إصابة الهدف وإحداث الكوارث. فشهدنا في الفترة الماضية هيجان الإعصار تجاه ثلاث وزراء ورئيسهم والحمد لله كانت الخسائر محدودة في الصف الحكومي وذلك كله كان بلطف من الله حيث كانت قوة التورنيدو ينقصها عدد من النواب الذين آثروا، بحسن النية مني تجاههم، أن يعطوا الحكومة فرصة أخرى لعل أن تصلح حالها وترتب بيتها مرة أخرى. والشاهد على حال الحكومة يجد أنها تقع في حفرة وتنتقل إلى أخرى وكأنها مخدرة ببنج لا تشعر بإصابتها إلا لما تكبر الحفرة وتتأزم المشكلة وبعدها تدّعي أن المجلس هو أساس التأزيم وأكبر دليل على ذلك هو التخبط السائد في وزارة الإعلام وغيرها تجاه بعض القنوات والأشخاص الذين تمادوا بخلق مشاكل والتجريح مما يجعلنا نتوقع الكثير من الأعاصير القادمة التي للأسف ستشغل وقت البلد في قضايا كان ممكن تجاوزها من بدايتها بحكمة وصرامة. ولكنها الآن أصبحت قضية بلد تشرخ أركانه وتجرح أعضائه. وحتى تعود أركان وأعضاء البلد سالمة وقوية فعلى الحكومة معالجة الخلل معالجة شافية بدلا من استعمال المسكنات العفوية التي قد تخفف الألم لفترة من الوقت ولكنها مع الوقت ستزيد المشكلة ويتعقد حلها. نحن في مرحلة شبعنا من المواجهات والمناورات بين الحكومة والمجلس والتي فعلا قد ربحها أشخاص قلة ولكن الخاسر الأكبر هي البلد. لقد صمدت الحكومة تجاه المواجهات السابقة والتي يعلم الجميع أنها صمدت بعد مفاوضات مع بعض أعضاء مجلس الأمة وأقنعتهم بطرق كثيرة مما جعلها أن تملك الأغلبية بالرغم أنها كانت تتحمل الكثير من التقصير والمسؤولية في التوترات السابقة. فحصول الحكومة على الأغلبية البرلمانية في الاستجوابات السابقة يحملها مسؤولية كبيرة لتظهر صورتها الحسنة الإصلاحية التي طالما سمعناها منها، وتضع خطتها التنموية النظرية لتكون قابلة للتنفيذ الصحيح لانتهاج مسار التنمية الصحيحة المسلحة بتطبيق القوانين لينعم الشعب بالأمن والأمان وترسخ وحدته الوطنية وتعلي من شأن بلدنا. م سالم محسن العجمي Engr.salemq8@gmail.com

ليست هناك تعليقات: