بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

المعلم الكويتي ومكانته في اليوم العالمي

لقد اقترب اليوم العالمي للمعلمين والذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام. وهذا اليوم له خصوصيته ومكانته لنفوس المعلمين لأن في هذا اليوم يسلط العالم الضوء على مكانة المعلم وإبراز إنجازاته، كما يسلط الضوء على الأعباء والمشاكل التي تواجهها هذه الشريحة المهمة في كل مجتمع. ونجد المجتمعات المتقدمة تتميز باهتمامها بهذا الركن الأساسي لبناء مجتمع متقدم ومزدهر. ونحن في الكويت نجد الكثير من المعلمين والمعلمات قد أصيبوا بأمراض نفسية عويصة بسبب سياسات الوزارية المتخبطة. وأنا متأكد لو عرضنا حالة وزارة التربية والتعليم لأي من المتخصصين والقائمين على اليوم العالمي في منظمة اليونسكو لشخصوا لها الكثير من الأمراض وأخطرها مرض الانفصام في الشخصية. وهذا المرض الخطير ناتج عن التغيير المستمر في كرسي الوزير والذي يؤدي دائما لتغيير في القرارات والتخطيط مما جعلت المعلم يفقد جديته في عمله وأهمية دوره، وأصبح يؤدي عمله ارتجاليا في معظم الأحيان. ومن أكبر المصائب أن يتخلى شعور المعلم ودوافع مهمته من رسالة تربوية سامية ويتحول إلى شعوره فقط في تأدية واجب واستلام راتب في آخر الشهر. وكنت أتمنى أن يكون لدينا جهاز استشاري كبير متخصص في أمور التعليم والمعلمين ذو خطة ورؤية واضحة يتابع أمورها وزير ذو تخصص، بدلا أن تكون خططنا عشوائية ولحظية يضعها وزير حسب ميوله وينسفها وزير آخر لنتوه في دوامة التخلف والنزاعات. كما أنني عجبت جدا من قرار وزارة التربية الناجم عن توتر البلد تجاه مرض أنفلونزا 'اتش ون إن ون'. وأخذت تقرر يمينا ويسارا بمعزل عن وضع يدها بيد المعلم ليكون مشارك في التخطيط والتنسيق وكأن المعلم في وجهة نظر الوزارة آلة لا يسمع ولا يفكر ولا يحس. فتارة نسمع أن الوزارة ستصدر قرار بإضافة يوم السبت ليكون يوم دراسي إضافي لتغطية المناهج المقررة وتارة أخرى نسمع أنها ستضيف ساعة إضافية على كل يوم دراسي وذلك بسبب تأجيل بدء دراسة في بعض المراحل. ونلاحظ هنا أن المعلم الذي فعليا بدأ الدوام سيظل في معمعة القرارات الوزارية ويداوم مع كل الاحتمالات ساعات إضافية على حساب بيته وأهله وراحته وهذا لا شك شرف لكل معلم ليكون في خدمة بلده في الشدائد ولكن السؤال هل وضعت وزارة التربية أي اعتبار لدور المعلم؟ أنا أجزم بأن وزارة التربية لن تنجح في مساعيها لإدارة أمور التعليم أن لم تقدر المعلم وتخصص له المكافآت التشجيعية التي تجعله يتفوق على نفسه ويبذل كل الجهد لإنجاح خطة الوزارة لتخطي أزمة أنفلونزا العارضة علينا. وإذا نظرنا ما تفعله وزارة الداخلية وما تحققه من دور حيوي في إنجاح الأعراس الديمقراطية الكثيرة في بلدنا من تكرار الانتخابات فإن أحد أسباب هذا النجاح هو تخصيص المكافآت لأفرادها الذين يتسابقون لخدمة بلدهم في هذه المحافل. وأتمنى من جمعية المعلمين المحترمة أن تهتم بأمور أعضاءها أكثر وأن تكون لها دور في حل قضاياهم من كادر ومكافآت وغيرها وكما عليها أن تخلق حلقة وصل متينة بين مطالب واحتياجات المعلم مع أصحاب القرار في الوزارة.

ليست هناك تعليقات: