بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

حريق الجهراء وأسبابه الحقيقية

لقد من الله علينا جميعا بدين عظيم يرشدنا لعبادة رب كريم. دين يعلمنا ماذا نفعل عندما نفرح ويعلمنا بما نفعله لما نحزن. إنه دين الحياة يدلنا للفوز في الدنيا والآخرة. ونحن بحاجة دائما لنستعين بالله في أمورنا كافة في السراء والضراء. إنها المحن التي دوما ترجعنا إلى الله. ومن المحن الكبيرة هي فقدان الغاليين على نفوسنا. في مثل هذه اللحظات أذكر نفسي وإخواني بكلمات ذكرها الشيخ الدكتور عايض القرني في كتابه لا تحزن لتواسينا بما فجعنا به من مأساة الحريق التي هزت بلدنا. لتكون هذه الكلمات سلوى كل حزين تخفف عنه الأنين وتسكن نفسه المضطربة. لنعلم إن ما أصاب أخواتنا لم يكن ليخطئهن وما أخطئهن لم يكن ليصيبهن، لقول الله تعالى ' قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا' . إن هذه العقيدة إذا رسخت في أنفسنا وقرت في ضمائرنا صارت البلية عطية والمحنة منحة وكل الوقائع جوائز وأوسمة لقوله سبحانه ' ومن يرد الله به خيرا يصب منه' فلا يصبك أخي قلق من مرض أو موت قريب فإن الباري قد قدر، والقضاء قد حل والاختيار هكذا والأجر حصل والذنب كُفر. هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ، المعطي، القابض، الباسط هو الله الرب العظيم. فحق على كل فرد أن يدعوا الله في الشدة والرخاء ونفزع إليه في الملمات ونتوسل إليه في الكربات ' أمن يجيب المضطر إذا دعاه' فندعوه أن يرحم موتانا ويشفي مرضانا ويخفف علينا لظى فراقهم. علينا الصبر في محنتنا واحتساب الأجر من الكريم عز وجل حتى ينالنا شرف قوله تعالى 'سلام عليكم بما صبرتم عقبى الدار'. ليس الشقاء بفقد الأعزاء ولكن الشقاء بالإعراض عن ذكر الرحمن والإيمان بقضائه وقدره. ولنحتسب المتوفيين من الحريق شهداء ينعمون بنعيم الرحيم لا يمرضون ولا يحزنون في غرف يرى ظاهرها من باطنها فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هذا جزاهم بإذن الله فلماذا نجزع ونحزن؟ نسأل الله ألا يحرمنا أجر الصبر على المصيبة ونفتح صفحة جديدة نراجع بها أنفسنا وبعلاقتنا بربنا الكريم الرؤوف الرحيم ونحن في شهر فضيل. شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النار وتصفد الشياطين. أما المتسبب في كارثة الحريق لا شك أنها ارتكبت مأساة كبيرة على نفسها أولا وعلى ضحايا الحريق. الوقائع توضح أن دوافع الجانية هي عمل تخريبي لا توجد به نية القتل. ولكن قدر الله شاء ما حدث. ولا يختلف اثنان على محاسبة الجانية ومحاكمتها محاكمة عادلة. والخيرة بما اختار الله لها وللجميع. وعلى الجميع ان يعي ما تعانيه الجانية من آلام وهم لا يعلمه الله. نعم إنها اخطات وإنها لم تتوقع هذه العواقب ودائما ما نسمع عن قصص أب أراد أن يلوم ويعاتب ابنه الحبيب فينتهي به الحال بفقدانه الابن أو إعاقته بسبب المعاقبة الخاطئة والمندفعة وكل ذلك ليس دفاعا عنها ولكنني التمس الرضا بعطاء الله وأخذه، والرضا بحكم القانون الذي يرضي الله وجميع الأطراف بعيدا عن التجريح سواء بتلفيق القصص الزائفة أو نشر صور البطاقات المدنية وغيرها ونترك الحكم لله الذي بقدرته قد يرحمها ويكفر عن خطاياها ويرفع منزلتها بسبب هذه الأزمة الشديدة عليها لا يتحملها رجل فما بالكم بامرأة وأما. وهنا أتذكر القصة المشهورة للرجل الذي قتل مائة نفس وعندما توفى في منتصف الطريق بين المدينة السيئ أهلها والمدينة الصالحة فاختلفوا عليه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب وكتب الله له صحبة ملائكة الرحمة لتوبته الصادقة بالرغم أنه قتل مائة نفس متعمدا.كما أنني أتمنى من مجتمعنا الكويتي أن يستفيد من هذا الدرس الدخيل على حياتنا. وقد تكون هناك أسباب كثيرة التي تشجع هذه الأفعال المعادية كالانتقام والغيرة وغيرهما. ولكنني أوجه سبابتي لأحد الأسباب التي أراها المسئولة الأولى في نشر هذه الأفكار. نحن قد لا نشعر بها مباشرة ولكن تأثيرها يغرس في كل منزل وبشكل سهل وسريع. إنها المسلسلات الدرامية والأفلام، خاصة الدراما الكويتية المتفوقة على الساحة الخليجية التي تعرض كل أنواع العادات والأحداث المؤسفة بشكل طاغي ولا تعرض الحلول لهذه المشكلة في معظم الأحيان وان عرضت الحلول تعرضها بشكل هامشي لا يطغي على عظم المشاكل. تجد في المسلسلات الغيرة والتعامل بالحسد والغش وغيرها، كما أن هذه المسلسلات تشجع على التعارف والعلاقات بين الجنسين قد يفهمها الكبير بالسن الناضج إنها شي عادي ولكن المراهق والمراهقة يفهم هذه الإيحاءات بطريقتهم الخاصة. فقد نسمع ونشاهد أحداث أكثر شدة من هذه أن لم نراعي ما يحدث في هذه العروض التي تشتد منافستها بشكل خاص في هذا الشهر الكريم.

ليست هناك تعليقات: