بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

كارثة مندوب الصحة

لقد ذهلت وحزنت كثيرا عندما سمعت مداخلة الأخ أبو سعد في برنامج الإذاعي 'الثاني على الخط' في ظهيرة الأحد الموافق 1472009. والذي تحدث بحسرة وألم عن الإجراءات السيئة التي حصلت تجاه أخيه الذي توفى بسبب أنفلونزا A H1N1 في إحدى المستشفيات الحكومية. نسأل الله العلي القدير أن يرحمه ويسكنه الجنة ويرحم جميع موتى المسلمين ويصبر أهله. وكان أخونا أبو سعد رافق أخيه إلى المستشفى باشتباه لأعراض الأنفلونزا فقرروا إدخاله إلى العناية المركزة احترازيا لحين الحصول على نتائج التحاليل المطلوبة بالرغم من أن المتوفى لا يعاني من أية أمراض أخرى حسب تأكيدات الأخ أبو سعد. فانتظروا التحاليل ليومين وثلاثة ولم تأتي. فطال انتظار التحاليل إلى ما يقارب الاثنى عشر يوما ولم تأتى وعندها فارق المريض الحياة. ذكر المستشفى الأعراض الكثيرة التي يعتقدون أنها سببت الوفاة بالرغم أن نتائج التحاليل غير موجودة، فتوجه الأخ إلى رئيس مركز المختبرات بلسان حال الحزن والأسى ليسال عن التحاليل وسبب تأخيرها فاستمع إلى ما يعتبر الطامة الكبرى ليس عليه فقط بل على جميع من على الأرض. لقد أوضح رئيس المركز أن التحاليل العاجلة لا تأخذ وقتا طويلا عندهم ولكن للأسف أن مندوب المستشفى يأتي فقط كل أحد ليسلم التحاليل ومن ثم يأتي الأحد الذي بعده ليستلم التحاليل وبكل بساطة فان هذا المندوب يداوم فقط كل أحد. فكانت الصاعقة الكبرى على الأخ وأعلم أنها أيضا صاعقة على من يقرأ هذه الكلمات. نعلم أن لكل نفس أجل وإنا لله وإنا إليه راجعون وهذه كلمات المؤمن الصابر التي ذكرها أخونا أبو سعد في البرنامج ولكنه أرسل رسالة ليحمي إخوانه وأخواته أبناء هذا البلد ألا يكون ضحايا المستقبل بسبب هذا التقصير. ألا يستحق المقصر أن يحاسب حتى لا تتكرر هذه الكارثة. مهما فعل وزير الصحة من خطوات وإجراءات تجاه هذا المرض فإن تقصير إداري بسيط يكلف الكثير ولا شيء أغلى من روح نفس عزيزة مؤمنة. فنطالب من هذه اللحظة التحقيق في الموضوع ومحاسبة المقصرين كما نطالب وزارة الصحة أن تؤكد على التزام المندوبين وجميع الموظفين ليؤدون دورهم بالشكل المطلوب الذي يرضي الله لنتخطى هذه الأزمة التي تحتاج من الكل التكاتف والتعاون وأداء الواجب. سائلا المولى عز وجل أن يحفظ البلد وأهله من كل مكروه.

ليست هناك تعليقات: