بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2010

بقالات ... خمس نجوم

من يسكن في أي من المناطق الخارجية، كما يسميها البعض وقد يزعل البعض الآخر من هذه التسمية، أو يزور له قريب أو صديق سيلاحظ وجود حركة تجارية وتسويقية عجيبة تنافس اكبر الأسواق العالمية ولكنها غير مرخصة. هذه الحركة تفننت في استعمال كل الطرق لنجاح عمليتها التجارية. أنها البقالات المنزلية أو كما نستطيع أن نسمي معظمها بالبقالات الكيربية. والذي يزيد من نشاطها وجعلها تنافس جمعيات التعاونية في أرباحها ومبيعاتها هو تقديم خدمة التوصيل وطوال 24ساعة. كما أن هذه البقالات تبيع السجائر ولا يوجد عندها حد معين من الأعمار فتجدهم مرات يبيعون حبة السيجارة منفردة من غير العلبة بمائة فلس للأطفال الصغار مما يزيد أرباحهم في هذه السلعة أضعاف مضاعفة. عادة لا يتجاوز مساحة البقالات عن 9 أمتار وتحتوي على طباخة مع ادوات الطبخ، وتحتوي على أرفف وطاولات مرتبة بشكل عجيب ليسع البضائع المتنوعة كما تحتوي على ثلاجة وفوق كل هذا يسكن فيها شخصان على الاقل. هنا سأحاول أن أسلط الضوء عليها لأحاول أن أحاور الأعضاء المسببين لوجود هذه البقالات. فأول عضو مشارك في هذه العملية هو الشخص صاحب المنزل الذي آوى البقالة في منزله. يعتقد صاحب المنزل أن استثماره جزءا من بيته بمبلغ مئة إلى ثلاثمائة دينار أن يزيده ربحا، ولكن في الحقيقة قد تنازل عن أشياء كثيرة قيمتها المعنوية اكبر بكثير من الذي قد يكسبه من هذا التأجير، فمنها انه بالتأكيد خسر جزءا من روحه الوطنية وقيمه الإسلامية التي تعدى عليها عندما خالف القانون وسمح بهذه الممارسة الغير قانونية تتم في بيته. كما أنه سيتأثر بوجود أشخاص عزابية في بيته مما يشكل خطرا على أهله ناهيك عن التجمعات التي تسببها هذه البقالات. والطرف الأخر الذي أوجه له النداء هم الأشخاص الذين يفدون إلى هذا النوع من البقالات ويتركون كل ما هو مرخص من جمعيات تعاونية وغيرها والتي تكون تحت إشراف المراقبة الحكومية من ناحية الأسعار وصلاحية التاريخ والنوعية من الغذاء. ألا يعلمون أن هذه البقالة تلجأ إلى ما هو مربح لها ولا يهمها الصلاحية كما أنها تعمل الساندويتشات في بيئة غير ملائمة للطبخ من زيوت وأدوات لا تنظف إلا نادرا فأعجب أن نرضى لأبنائنا وهم اعز ما عندنا أن يأكلون هذا النوع من الأكل وبهذه الطريقة من الطبخ. قد لا تشتكي أجسامهم من الأكل مباشرة ولكن تتراكم عليهم الأسقام والدهون. كما أوجه نداءا لروحهم الوطنية ألا يشجعون هذا النوع من البقالات الدخيلة علينا وليثبتوا لهم إننا شعبا نستحق خدمات راقية وان لا نرضى بخدمات رديئة تعبر عن من امتهنها. والنداء الثالث أوجهه إلى إخواننا أعضاء جمعيات التعاونية فأقول لهم ما نجح هؤلاء العمالة التي مجملهم أميين إلا بسبب تقصيركم في الخدمات والتواصل مع إخوانكم المساهمين مما حدا بهم أن يثقوا بهذه البقالة بنفس القدر الذي وثقوا بكم أو أكثر. فارجوا من الجمعيات تطوير آلية عمل الجمعيات وإبراز الدور الحضاري الخدماتي لأبناء المنطقة لينافسوا الجمعيات التعاونية الأخرى والقطاع الخاص كيف لا وهم يملكون كل مقومات النجاح. والنداء الأخير أوجهه إلى حكومتنا الكريمة التي ساهمت بشكل مباشر في نمو هذه الآفة وذلك بتقاعسها بتطبيق القانون على المخالفين كما أن إجراءات التي وضعتها الحكومة لإثبات المخالفة دائما تكون معقدة في حالة أن أراد أحد المخلصين الإبلاغ عن هذه البقالات، وبالتالي وكما هو معروف ' من امن العقاب ... أساء الأدب'. تقاعس الحكومة في تطبيق القانون على البقالات شجعهم على تطوير عملهم التجاري فأسسوا مكالمات دولية التي خسرت البلد الملايين كما أنهم أسسوا مصانع للخمور لتلبية جميع الأذواق. الكل يعلم أن الحكومة قادرة على القضاء على هذه الآفة بسهولة أن أرادت، أليست هي الحكومة التي استطاعت إزالة الدواوين وغيرها بصرامة. فأتمنى منها تشكيل لجنة القضاء على البقالات أسوة بلجنة إزالة الدواوين. وأخيرا... قد يتساءل عزيزي القارئ عن عدم قيامي بتوجيه نداء للأشخاص الذين يبيعون في البقالات. وأنا لم أنساهم لأني فعلا تكلمت مع احدهم وكان هذا الحوار: محدثكم: شلونك ميسب. شنو تشتغل؟ البائع: تمام بابا، أنا فيه بقالة. محدثكم: كم سنة أنت يبيع؟ وكم فيه نفر يسكن؟ البائع: ثلاث سنة. فيه اثنين نفر داخل سكن. محدثكم: كم يدفع إجار؟ وكم يحصل في واحد يوم؟ البائع: 150 دينار إيجار. واحد يوم شغل زين يحصل 100. واحد ما فيه زين يحصل 60 -70. محدثكم: بس هذا ممنوع أنت ما يخاف من بلدية. البائع: ادري ممنوع واثنين مرة يمسك بلدية بس أنا شنو يسوي أنا يجي كويت إقامة بس ما يلقي شغل ويدفع فلوس كثير. شغل بقالة زين أحسن من شغل منيه ومنيه يسوي مشكلة حرامي أنا يبي يسافر قريب بعد واحد سنة. انتهى الحوار.... فلسان حال البائع يحمل أناس آخرين في تفاقم هذه المشكلة وهم تجار الإقامات ومن ساعدهم والذين يستحقون إعادة نظر شديدة تناسب الكارثة التي يرتكبوها.

ليست هناك تعليقات: